الناصرة - "الحياة" - لم تأت نتائج استطلاعات الرأي التي نشرتها كبرى الصحف العبرية امس بأي جديد في شأن التوقعات بفوز احزاب اليمين والمتدينين المتشددين بغالبية برلمانية في الانتخابات العامة التي ستجري أواخر الشهر المقبل. كما لم تختلف عن نتائج استطلاعات الاسبوع الماضي، ما يعني ان "ليكود" نجح في وقف انحسار شعبيته على خلفية الفساد الذي رافق تشكيل لائحته الانتخابية، وعلى رغم اتساع نطاق تحقيق الشرطة مع ناشطين في الحزب ودعوتها نائبة وزير البنى التحتية نعومي بلومنتال للمثول أمامها. وبحسب استطلاعات كل من "هآرتس" و"معاريف" و"يديعوت احرونوت" سيحصل "ليكود" بزعامة ارييل شارون على 35 مقعداً ليشكل مع أحزاب اليمين المتطرف والمتدينين غالبية تتراوح بين 63 و65 مقعداً. اما "العمل" بزعامة عمرام متسناع فما زال يراوح مكانه ليحوز على 21 الى 22 مقعداً فقط، فيما تحصل حركة "ميرتس" اليسارية الصهيونية على 7 إلى 8 مقاعد والأحزاب العربية على 10 إلى 11 مقعداً، ليصل مجموع ما تحصل عليه أحزاب معسكر السلام واليسار إلى 38 - 41 مقعداً فقط. في المقابل ما زال حزب يمين الوسط العلماني "شينوي" نجم الاستطلاعات، اذ توقع استطلاع "معاريف" حصوله على 12 مقعداً، فيما منحه استطلاع "يديعوت احرونوت" 14 مقعداً، ليشكل ما يعرف ب"بيضة القبان" التي ستحسم هوية الائتلاف الحكومي المقبل. ورأى المعلقون ان وراء وقف تدهور "ليكود" نجاح زعيمه في صرف الأنظار عن قضية الفساد وتحويلها الى الحرب الاميركية المتوقعة على العراق وانعكاساتها على الدولة العبرية. وكتب المعلق في "يديعوت احرونوت" ان "ليكود" نجح في تحديد مصدر النيران التي هددت بالاتيان عليه بالكامل وحرف مسارها "هذا فضلاً عن نجاح شارون في اقامة جدار فاصل شاهق بينه وبين حزبه ليكود، بل مستنقع ليكود، أي انه نجح في البقاء نظيفاً تاركاً أعضاء اللجنة المركزية يغوصون في وحل الفساد". وتابع ان شارون ما زال يحظى بأعلى نسبة لدى الاسرائيليين كزعيم ذي صدقية عالية. وفي المقابل، رأى معلقون ان اعلان زعيم "العمل" رفضه الدخول في حكومة "وحدة وطنية" مجدداً حال دون تحسين شعبية الحزب "لأن غالبية الاسرائيليين، وبضمنهم ناخبو العمل، يؤيدون قيام حكومة كهذه". فضيحة "شراء الكراسي" الى ذلك، واصلت الشرطة التحقيق في "شراء الكراسي" في حزب "ليكود"، وأعلنت ان نائبة الوزير بلومنتال "اختفت فجأة" ولم تمتثل للتحقيق في علاقتها المشبوهة مع ذوي سوابق جنائية وشراء أصوات لتتصد مكاناً بارزاً على لائحة الحزب الانتخابية. وطال التحقيق نائب المدير العام لحزب "ليكود" رافي بارحين وتعززت التوقعات باحتمال استدعاء نجل رئيس الحكومة عومري شارون للإدلاء بإفادته والتحقيق معه على خلفية شبهات بعلاقاته مع جهات مشكوك في أمرها، ما منحه تأثيراً قوياً على عشرات ناشطي "ليكود" من اعضاء اللجنة المركزية. غالبية الاسرائيليين مع الحرب على العراق من جهة اخرى، افاد الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" ان ثلثي الاسرائيليين يؤيدون هجوما اميركيا على العراق. واعتبر 61 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع ان "الهجوم يصب في مصلحة اسرائيل"، بينما خالفهم الرأي 33 في المئة، ولم يبد ال 6 في المئة الباقون اي رأي. واكد الاستطلاع ان الاسرائيليين يخشون خصوصا من السقوط ضحية عمليات فلسطينية اكثر مما يخافون من هجوم عراقي. واعلن 57 في المئة من الاشخاص انهم "ليسوا قلقين شخصيا من وقوع هجوم عراقي"، في مقابل 41 في المئة رأوا العكس من ذلك، ولم يبد البقية رأياً. واعرب 70 في المئة من الاسرائيليين عن خشيتهم من ان يقعوا ضحية "هجوم ارهابي"، في مقابل 26 في المئة لم يعربوا عن هذا القلق.