اسلام آباد، باريس - "الحياة" ا ف ب - اتهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف الهند بممارسة ارهاب الدولة في منطقة كشمير المتنازع عليها، مشيراً الى ان التمرد في المنطقة يرجع الى انتهاكات واسعة لحقوق الانسان من الحكومة الهندية. ودعا نيودلهي الى اجراء محادثات لحل النزاع في شأن كشمير والذي ادى الى نشوب حربين بين الجارتين منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. وحذر مشرف في خطاب امام برلمان منطقة كشمير التي تسيطر عليها باكستان لمناسبة "يوم التضامن مع كشمير" الذي يحتفل به الباكستانيون سنوياً في الخامس من شباط فبراير من ان باكستان ستدافع على نفسها "بكل ما لديها من وسائل" اذا اقدمت الهند على اشعال حرب. وأضاف "ان القيادة الهندية، بدلاً من الرد ايجاباً على اليد الممدودة اليها، استمرت في اثارة تهديدات وأبقت على الانتشار المكثف لقواتها". واعتبر ان موقف نيودلهي هذا "قاد البلدين الى موقف مواجهة". وقال: "بدلاً من ان يمشي على حبل مشدود يجدر برئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ان يقبل عرض الحوار". وأضاف: "قلنا مراراً ان باكستان ترغب بعلاقات بعيدة من التشنج مع الهند وهي في هذا الاطار ترغب ان يتم حل الخلافات حول جامو وكشمير وحول كل المواضيع الاخرى المهمة عبر الطرق السلمية". وشدد على ان باكستان لن تتوقف ابداً عن تقديم الدعم "المعنوي والسياسي والديبلوماسي" للتمرد الانفصالي الذي اندلع عام 1989 في الجانب الهندي من كشمير وأوقع حتى الآن اكثر من 35 الف قتيل. ورفضت الهند الدعوة الى اجراء محادثات سلام اكثر من مرة وقالت ان على باكستان ان تتوقف اولاً عن تسليح الانفصاليين في كشمير ودعم ما سمته "الارهاب عبر الحدود". واطلقت صفارات الانذار في انحاء باكستان وتوقفت حركة المرور لدقيقة صمت لمناسبة يوم التضامن مع كشمير. وسارت تظاهرات سلمية في انحاء البلاد لتأييد القضية الكشميرية. واحرقت مجموعة صغيرة من المحتجين دمية تمثل رئيس الوزراء الهندي خارج مكاتب الاممالمتحدة في اسلام اباد مطالبين بتنفيذ قرار للامم المتحدة يؤيد حق كشمير في تقرير المصير. وفي سريناغار العاصمة الصيفية للجانب الهندي من الاقليم اغلقت المتاجر والمصالح التجارية وخلت معظم الشوارع الا من حركة مرورية بسيطة وسيارات الامن. عبد الستار وقال وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار عزيز ان بلاده تعمل على احياء تعاونها مع ايران وأنها مستعدة لحوار شامل مع الهند لتسوية المشكلات. ونفى عبدالستار في مؤتمر صحافي في باريس امس بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، وجود شعور لدى باكستان بالتهميش من قبل الحكومة الأفغانية الأقرب من الهند. ورأى ان الحوار بين الهندوباكستان ينبغي ان يكون شاملاً وألاّ يقتصر على النزاع حول كشمير. ورداً على سؤال حول التعاون الهندي الإسرائيلي، قال عبدالستار انه "واسع النطاق" وان إسرائيل تعد ثاني مصدر اسلحة للهند، و"هذا التعاون ليس من النوع الذي يسهم في السلام والاستقرار في المنطقة".