طغى الحضور الاميركي على اعمال المنتدي الاقتصادي العالمي الذي اختتم اعماله في نيويورك الاثنين، وركز كثيرون على التأثير الاميركي في الاقتصادات الدولية. كما تحدث وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن "ان الارهاب ينمو حيث الغلبة للفقر واليأس" في حين شددت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ارويو على "ان الفقر هو خادم الارهاب". نيويورك - أ ف ب - انهى عدد كبير من القادة السياسيين والاقتصاديين في العالم مساء الاثنين اجتماعات مستفيضة للمنتدى الاقتصادي العالمي استمرت خمسة ايام، وشملت جولة افق على المشاكل الدولية مثل الارهاب ومكافحة الفقر والنزاع العربي - الاسرائيلي والازمة في الارجنتين اضافة الى سبل التعاطي مع الغضب المتنامي ضد العولمة. وحاول المنتدون في نيويورك اعطاء بعد اكثر انسانية لاجتماعاتهم خصوصاً انهم قرروا نقل مكانها من دافوس سويسرا الى نيويورك تكريما لهذه المدينة التي عانت من اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر. وعلى رغم اهتمامهم بالمواضيع الاساسية مثل تقاسم الثروات بشكل اكثر عدلاً ومسألة العولمة وموضوع الركود الاقتصادي لم يكن بامكان المجتمعين تجاهل المواضيع الساخنة مثل الارهاب والحروب، ولا اغماض العيون عن المنتدى الاجتماعي العالمي الذي انعقد في بورتو اليغري في البرازيل كاجتماع مضاد للقاء نيويورك. وكان من الطبيعي ان تتقاطع هذه المواضيع مع بعضها البعض، فموضوع الارهاب ليس ببعيد عن موضوع الظلم والتفاوت الاجتماعي. وكما قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في ختام الاجتماع مساء الاثنين: "ان قوى الجشع واليأس والارهاب في العالم اليوم اقوى مما يمكن ان نتصور". من جهته قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول: "ان الارهاب ينمو حيث الغلبة للفقر واليأس" في حين قالت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ارويو: "ان الفقر هو خادم الارهاب". ورأى المستشار الالماني غيرهارد شرودر: "ان مكافحة الارهاب لن تنجح على المدى الطويل ما لم تكن تحت شعار العمل على توسيع نطاق العدالة في العالم". ويدافع عن هذه الفكرة مغني الروك الايرلندي بونو والبليونير الاميركي بيل غيتس الذي حض الاغنياء على المشاركة في برنامج لتحسين الوضع الصحي في دول افريقيا الفقيرة. وعمل البروفسور في الاقتصاد في جامعة هارفرد جيفري ساخس حتى اليوم الاخير على توعية الدول الغنية حول ضرورة تمويل الابحاث لانقاذ حياة نحو 65 مليون شخص مصابين بفيروس الايدز. ولم يكن النزاع العربي - الاسرائيلي بعيداً عن مداولات المنتدى. وقال وزير خارجية اسرائيل شمعون بيريز انه اجرى محادثات مع اشخاص مقربين من عرفات مشيراً الى بارقة امل في السعي الى الخروج من دوامة العنف. واعتبر ملك الاردن عبدالله الثاني ان الوضع خطير للغاية ويستدعي تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي. وفي هذا المنتدى، الذي طغى عليه الحضور الاميركي، ركز كثيرون على التأثير الاميركي في الاقتصادات العالمية. واعرب وزير الخزانة الاميركي بول اونيل عن تفاؤله بخروج الاقتصاد الاميركي من الركود الامر الذي شكك فيه وزير الاقتصاد الفرنسي لوران فابيوس الذي قال انه "غير واثق ان عودة النمو الاقتصادي ستكون سريعة وقوية كما يعتقد البعض". وفي اطار الشق الاقتصادي ايضا نبه مسؤولون من جنوب اميركا امام المنتدى الى خطورة انتقال الازمة الارجنتينية الى دول مجاورة. وامام هذا التهديد حض رئيس بيرو اليخاندرو توليدو على وضع خطة انقاذ دولية للارجنتين. وتطرق المسؤولون السياسيون والاقتصاديون الى ملف العولمة والى ضرورة التعاطي بانفتاح وتفهم مع معارضي هذه الظاهرة. واشار غيتس الى ان التجارة الدولية في اطار منظمة التجارة الدولية تناسب الدول الغنية وان وجود متظاهرين في الشوارع هو شيء جيد لانه يطرح مسائل لا يعيرها العالم الغني اهتماماً. وفي نيويورك جاءت الاحتجاجات على العولمة خجولة بسبب ضعف عدد المشاركين في التظاهرات وبسبب الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت. ووصلت اصداء اجتماع بورتو اليغري الى المجتمعين في نيويورك وطالب الرئيس توليدو بان يجري حوار بين هذين اللقاءين السنويين. وقال توليدو: "ان العالم يأمل اليوم بأن تبني الدول الصناعية جسراً مع منتدى بورتو اليغري" معتبرا انه سيكون من الضروري اعطاء "وجه انساني للعولمة وللمنافسة".