"مبروك ... أنت حامل". الدنيا مليئة بالمفاجآت. كان موضوع حملي أكبر من أن أستوعبه، ولم أعلم ما إذا كان من طبيعياً أن أبكي أو أضحك، فبكيت وضحكت، وربما بكيت من كثرة الضحك. شكرت الله وبدأت أفكر بالمسؤولية الجديدة، وأنا لم أتجاوز الواحد والعشرين ربيعاً بعد. بدأت أرسم في مخيلتي شكل هذا الطفل، هل هو ولد أم بنت، أشقر أم اسمر، سيشبهني أم سيشبه أباه؟ وبدأت أصبح محور اهتمام العائلتين الزائد، عائلتي وعائلة زوجي، وأخذ كل منهم يوضع المخططات والمشاريع للمستقبل. الأسماء تنهال من كل صوب، إذا كان ولداً فليكن إسمه ربيع أو كريم أو جاد، أو، أو، أما إذا بنتاً فليكن إسمها حنين، أو جود، أو أو....... وبدأ الأصدقاء بإرسال مجموعات صور لأطفال رائعين عبر البريد الإلكتروني، وأخذت تلك الصور تستحوذ على إهتمامي، وبدأت شراء كتب الأطفال أقرأ منها كل ليلة، وأعود فأقرأ كل جديد لزوجي. ثقافة طارئة على حياتي. بعد شهرين "مبروك، أنت حامل بتوأمين". في هذه اللحظات أغرورقت عيناي بالدموع، لا أعرف دموع ماذا، لكنه شعور غريب. ولم يعد بإمكانني إلا رؤيتهما، فشعرت بدغدغة داخلية في الحال، وكأنهما يريدان تأكيد وجودهما، تحرك شيء ما في قلبي. أنا أتنفس وهما يتنفسان من خلالي. أحسست بأنهما ملكي، تربطنا علاقة غريبة لا شريك آخر فيها، علاقة سرية، لا يعرف تفاصيلها إلا أنا وهما. في بعض الأحيان، أقرأ لهما القصص المفرحة، فأحس بدغدغة في بطني، فأعلم أنهما فرحان. وعندما أقرأ قصة حزينة، أحس بتقلصات مؤلمة في داخلي، فأحس أنهما يبكيان، أعتذر لهما وأمسد بطني برفق وأغني لهما. بدأ العد العكسي، فأنا في منتصف الشهر الخامس الآن ولا أعرف جنسهما بعد، لكنني أحب أن أتخيلهما وأفكر أكثر في اسمين يليقان بهما. وكنت قد ابتعت كتباً للعناية بطفل واحد، فعدت وابتعت كتباً للعناية بتوأمين. والآن، ونحن نعلم أنهما سيكونان توأمين متطابقين، إن شاء الله، بدأت أفكر بالطرق التي ستخولنا تمييزهما عن بعضهما البعض، على رغم القول بأن الأم تعرف صغارها بالفطرة، لكن والدي اقترح "أن نختمهما كما تختم الخواريف". دبي - رندا الزين