في معرض ديترويت الأخير، كشفت مرسيدس النقاب عن سيارة جديدة هي عبارة عن خليط من سيارات الستايشن واغن المدمجة والمخصصة لستة ركاب ومن سيارات السيدان المترفة والمندفعة بالعجلات الأربع أطلقت عليها تسمية فيجن جي اس تي. وهذه الأخيرة، التي كانت نجمة معرض ديترويت، تبدو واقعية لدرجة تدعو الى الاعتقاد أن دخولها حيز الإنتاج التجاري أمر وارد... جداً. في معرض ديترويت لعام 1999، قدمت مرسيدس سيارة اختبارية حملت تسمية فيجن اس ال آر، وقد حازت هذه السيارة إعجاب الجميع آنذاك، لدرجة أنها غطت على جديد بقية المصانع. وفي معرض ديترويت للعام 2000، ارتأت مرسيدس أن يسطع نجمها من جديد، فأعادت الكرة مقدمةً سيارة جديدة من فئة الرودستر أطلقت عليها تسمية فيجن اس ال أيه. أما في معرض ديترويت الأخير 2002، فقد قررت مرسيدس أن تستمر في "نهج فيجن"، فقدمت نسخة اختبارية جديدة من سيارتها فيجن أطلقت عليها تسمية فيجن جي اس تي. وهذه الأخيرة تجمع بين مواصفات سيارات الستايشن واغن العائلية المترفة وسيارات الميني فان وسيارات الدفع الرباعي في قالب مميز تطغى عليه المعالم التصميمية لسيارات مرسيدس. تصميم جديد مرسيدس هذه التي لا يزال مصيرها مجهولاً، واقعي جداً، ما يوحي أنها قد تدخل حيز الإنتاج التجاري خلال السنوات القليلة المقبلة. في حينه ستكون فيجن جي اس تي بمثابة منافس جدي لهذه الفئة من السيارات السياحية العائلية التي يبدو أن جميع الصانعين يتجهون إليها، خصوصاً أنها تجمع مزايا أنواع عدة من السيارات في سيارة واحدة يمكنها الوصول الى كل الأماكن بفضل نظام الدفع الرباعي ومن دون التضحية براحة الركاب. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مرسيدس لم تعلن عن تاريخ محدد لبدء الإنتاج، إلا أن مصادر غير رسمية تابعة للشركة أشارت إلى إمكان إنتاجها تجارياً، خصوصاً أن كلفة إنتاجها قد تكون متدنية في ظل احتمال مشاركتها عدداً من مكونات شقيقاتها لدى مرسيدس، إضافة الى عدد من مكونات بنات عمها لدى كرايزلر. ملامح رياضية جداً من النظرة الأولى الى هذه السيارة، يمكن التأكد من أن مرسيدس استعارت بعضاً من العناصر التصميمية المعتمدة في سيارتها المشاركة في سباقات الفورمولا واحد ماكلارين مرسيدس. فالواجهة الأمامية مصممة على شكل رقم 7 نافر وفي شكل مشابه لمقدم سيارات ماكلارين مرسيدس المشاركة في سباقات الفورمولا واحد، وهو يضم في القسم الأوسط منه فتحة تهوئة تتوسطها النجمة الثلاثية وهي مماثلة في تصميمها العام لتلك التي توجد عادةً في سيارات مرسيدس الرياضية. وعلى طرفي هذا الحرف، وضعت مرسيدس فتحتي تهوئة صغيرتين يليهما المصباحان الأماميان اثنان فوق بعضهما بعضاً في كل جهة اللذان تم تلبيسهما بطبقة زجاجية ماسية وشفافة. أما الصادم الأمامي الذي ضم أيضاً فتحات عدة لتهوئة مقصورة المحرك وجهاز المكابح الأمامي، فقد أخذ لنفسه شكل الرقم 7 أيضاً، الأمر الذي وفر للواجهة الأمامية طابعاً رياضياً يفترض به أن يعكس الجانب الرياضي لهذه السيارة العائلية. وتمتد الخطوط المنحنية التي تميز المقدم باتجاه الخلف لتندمج مع المرايا الجانبية الخارجية التي تضم، شأنها للأجيال الجديدة من سيارات مرسيدس، مصابيح الالتفاف الأمامية. وخلف هذه المرايا، وتحديداً في الجهة الخلفية من الأبواب، وضعت مرسيدس مقابض فتح الأبواب المدمجة بالهيكل والتي تخرج من مكانها بمجرد اللمس لتعود إلى وضعيتها الأساسية بعد فتح الأبواب. وفي سياق الحديث عن الأبواب، لا بد من الإشارة الى أن الأبواب الخلفية تفتح بعكس اتجاه الأمامية في ظل الغياب المطلق للعمود الوسطي والى أن البابين الخلفيين يضمان فتحات تعمل على إيصال الهواء الخارجي الى جهاز المكابح الخلفي للإسهام في تبريده عند حالات الاستعمال المتكرر. وقبل الانتقال إلى الواجهة الخلفية، نشير الى أن فيجن جي اس تي مزودة سقفاً زجاجياً يسهم في إنارة مقصورة الركاب ويرفع من الإحساس برحابتها. ومع العودة الى الخلف، يجد المرء أن التصميم الدائري يطاول الواجهة الخلفية أيضاً، وهي تضم في طرفيها المصابيح الخلفية التي تبدو على شكل ثلاثة خطوط أفقية متوازية مطلية باللون الأحمر الذي تتوسطه ثلاثة خطوط كرومية رفيعة تعزز طابع الترف الذي تتحلى به السيارة. وفي أسفل الواجهة الخلفية، ثبتت مرسيدس الصادم الخلفي الذي تم استعمال طرفيه كمخرجين لجهاز العادم وحيث تتوسطهما فتحة أفقية مهمتها إخراج الهواء من تحت السيارة بطريقة ترفع من ثبات الجزء الخلفي من السيارة على السرعات العالية. ويدعم هذا الثبات، عاكس هواء خلفي تم تثبيته فوق حافة الزجاج الخلفي ليعمل عند السير بسرعات عالية على توفير قوة دفع عمودية باتجاه الأسفل تسهم في زيادة ثبات الجزء الخلفي من السيارة. البساطة عنوان لمقصورتها لسيارتها هذه التي تقف على عجلات معدنية بقياس 19 إنشاً، قررت مرسيدس أن تعتمد على البساطة المتناهية في التصميم وبالأخص لجهة تصميم لوحة القيادة. فتجويف العدادات يحتوي على المؤشرات الأساسية، أي عدادي السرعة ودوران المحرك اللذين يضم كل منهما في أسفله عداداً صغيراً، فيما تمت الاستعاضة عن بقية العدادات الحيوية بالمؤشرات والمنبهات الضوئية. أما الكونسول الوسطي، فيقوم على صفيحتين معدنيتين عموديتين ومتوازيتين تضمان مفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة وتتوسطهما شاشة رقمية تعمل بالكريستال السائل على عرض المعلومات الخاصة بعمل جهاز الملاحة وجهاز الاستماع الموسيقي وجهاز التكييف الإلكتروني. وتحت هذه الشاشة ثبتت مرسيدس قارئ الأسطوانات المدمجة الذي يعلو القسم الأفقي من الكونسول الوسطي الذي يمتد ليصل الى حدود ظهري المقعدين الوسطيين. أما المقعدان الخلفيان، فمتلاصقان ببعضهما بعضاً ويمكن طيهما جزئياً أو كلياً لزيادة حجم مقصورة التحميل. وفي سياق الحديث عن المقاعد، نشير الى أنها تتمتع بوضعية جلوس مرتفعة، كما أنها توفر راحة قصوى لمستعمليها كونها من طراز الباكيت الرياضي الذي يلتف حول أجسام الجالسين عليها ويمنع وصول اهتزازات الطريق إليهم. محرك موقع من أيه ام جي المحرك المعتمد لفيجن جي اس تي هو في الواقع أحد محركات القمة المعتمدة في سيارات مرسيدس، ولكن بعد أن نال عدداً من التعديلات الممهورة بتوقيع الشريك أيه ام جي المتخصص في تعديل سيارات مرسيدس مرسيدس تملك شركة أيه ام جي. ويتألف هذا المحرك من 8 أسطوانات على شكل 7، سعة 5,5 ليترات يمكنه أن يولد قوة 360 حصاناً يرافقها عزم دوران تبلغ حدوده القصوى 530 نيوتن متر تتوافر عند مستوى 3000 دورة في الدقيقة. وقد تم ربط هذا المحرك الى علبة تروس متتالية تنقل القوة والعزم الى العجلات الأربع الدافعة عبر نظام 4 إي اس تي ولتنطلق فيجن جي اس تي من الصفر الى سرعة 100 كلم/س بأقل من 7 ثوانٍ تبعاً لمصادر مرسيدس، ولتصل بعدها إلى سرعة قصوى تبلغ محددة مسبقاً ب 250 كلم/س تبعاً للاتفاق الكلامي المعهود بين شركات صناعة السيارات الألمانية. ومن ناحية أخرى، نشير الى أنه تم تزويد فيجن جي اس تي تعليقاً هوائياً يجري تعديله أوتوماتيكياً بحسب طريقة القيادة ونوعية الطريق التي تسلكها السيارة وتبعاً لحمولتها، الأمر الذي يوفر لركاب السيارة الستة راحة قصوى من دون أن يكون ذلك على حساب التماسك، خصوصاً أن الأخير مدعوم بعدد من الأجهزة الإلكترونية شأن أجهزة أيه بي اس لمنع انغلاق المكابح وإس بي سي للسيطرة على قوة الكبح الواصلة الى كل إطار وإي اس بي للتحكم الإلكتروني بالتماسك. [email protected]