"باركيتا بينينفارينا 550 مخصصة لمن يقدر محركات فيراري ذات الأسطوانات ال 12 ولمن يتمتع بشعور الحرية الذي لا يمكن الإحساس به إلا بعد قيادة سيارة من فئة الرودستر على الحلبات وخارجها. هي للمقتنعين بأن قيادة فيراري تجربة غير قابلة للمقارنة، خصوصاً أنها تقوم على مزيج من الأحاسيس الناتجة عن التمتع بالهواء الطلق وسماع "موسيقى" المحركات والشعور بالطريق عبر المقود والاحساس بالسرعة... والأهم المتعة الصادرة عن أن من في داخلها محاط بخطوط تحمل توقيع فيراري". التوقيع: سيرجيو بينينفارينا. مكان الولادة: مونديال باريس أول ما قد يتبادر الى ذهن أي محب للسيارات، وبالتحديد عند تفكيره بالسيارات السوبر - رياضية هو اللون الأحمر. والمقصود هنا بالتأكيد سيارات فيراري التي اشتهرت بهذا اللون والتي تتمتع بسمعة ممتازة كإحدى أفضل السيارات السوبر - رياضية في العالم، خصوصاً بعدما تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تسجيل انتصارات متتالية وإنجازات باهرة على ساحات رياضة السيارات الأولى في العالم، أي الفورمولا واحد. ومن ناحية أخرى، ينتظر محبو فيراري عادةً معارض السيارات الدولية بصبر نافد حيث يمضون ساعات في تأمل جديد هذه السيارة. وفي مونديال باريس الأخير للسيارات، لم تخذل فيراري محبيها إذ قدمت اليهم سيارة جديدة كلياً جاءت لمناسبة احتفالها بالعيد السبعين لمؤسسة بينينفارينا التي سبق لها أن صممت عدداً كبيراً من سيارات فيراري، وآخرها السيارة موضوع هذا المقال، والتي تحمل تسمية 550 باركيتا بينينفارينا. وعن هذه السيارة، يقول لوكا دي مونتيزيميلو، رئيس فيراري: "لتمييز العيد السبعين لمؤسسة بينينفارينا، طلبت من سيرجيو أن يقدم الينا تصميماً لسيارة من فئة الرودستر مع محرك من 12 أسطوانة على شكل 7 بوضعية طولية في الأمام، يمكن معها إعادة إحياء الماضي الكلاسيكي لسيارات فيراري شأن 166 ام ام التي كانت أول فيراري تفوز في سباق 24 ساعة في لومان و250 كاليفورنيا و365 جي تي اس المعروفة بتسمية دايتونا 4. فقدم سيرجيو تصميماً أطلق عليه اسم 550، جمع من خلاله بين تصميم سيارات الكوبيه ومعالم سيارات الباركيتا في قالب متطور وكلاسيكي في آن. وأحبت إدارة فيراري التصميم، الى درجة قررت أن تحوله واقعاً أطلقت عليه في ما بعد تسمية 550 باركيتا بينينفارينا". علامات فارقة: كل ما فيها فيراري بمجرد النظر الى 550 باركيتا بينينفارينا، يمكن أياً كان أن يعرف أنها من صنع فيراري. فهي حمراء وتتحلى، على غرار سيارات فيراري، بمقدم طويل تسيطر عليه واجهة أمامية، حفر جانباها الخارجيان لتثبيت المصابيح الأمامية التي غطيت بطبقة زجاج شفافة تشكل امتداداً لغطاء المحرك المنحني الى الأمام، وفي اتجاه الصادم الأمامي الذي ضم بدوره فتحة تهوئة، مهمتها إيصال الهواء الى مقصورة المحرك والإسهام في تبريده. وتضم هذه الفتحة في طرفيها الخارجيين، مصباحين إضافيين مخصصين للضباب يعلوان فتحتين بيضاويتي الشكل وصغيرتين، مهمتهما تحويل مجرى الهواء في اتجاه المكابح الأمامية وتبريدها في شكل طبيعي. أما أسفل الصادم الأمامي فيحتوي عاكس هواء مدمجاً يعمل على التحكم بمجرى الهواء تحت مقدم السيارة وأمامه على السرعات العالية، ويسهم بالتالي في زيادة ثبات المقدم مع الطريق. أما التصميم الجانبي للسيارة، فاعتمد البساطة المتناهية في خطوطه التي تبدو كأنها تنساب بنعومة بالغة نحو الخلف، فلا يعكر صفو هذه الانسيابية شيء باستثناء فتحتي التهوئة المتوازيتين والمثبتتين بين باب السيارة وإطارها الأمامي، إضافةً الى القضيبين المعدن اللذين أخذا لنفسهما شكل القنطرة والموجودين خلف مقعدي السيارة، ليؤديا دوراً أساسياً يختص بالسلامة العامة، إذ يقومان بدور القفص المانع للانطباق في حال انقلاب السيارة وليتوليا حينها حماية راكبي 550 باركيتا بينينفارينا، كما هي وظيفة إطار الزجاج الأمامي المخفوض أقل ب 100 ملم منه لزجاج 550 مارانيللو الأمامي الذي استوحي تصميمه من سيارات السباق، بعدما قوي لمساعدة القضيبين المعدن في القيام بدور القفص المقاوم للانطباق. وخلف هذه القضيبين اللذين طليا باللون الأسود، يلاحظ المرء أن غطاء صندوق الأمتعة يحتوي "نفختين" تمتدان - على غرار سيارات الباركيتا السباقية - في اتجاه المؤخر الذي يضم في جانبيه أربعة مصابيح دائرية مماثلة للمصابيح الخلفية لسيارات فيراري، ويتوسطهما حصان فيراري الجامح والمطلي بالكروم للتشديد على هوية السيارة. اما الصادم الخلفي المدمج بالهيكل، فيضم في وسطه مكاناً مخصصاً لتثبيت اللوحة التي تعلو فتحتي مخارج جهاز العدم، وقد قررت فيراري تزويده مخرجين من كل جهة لتعزيز الطابع الرياضي للسيارة. الوضع: لشخصين فقط لبناء سيارتها هذه التي تتوافر مع سقف قماش يعمل يدوياً، اعتمدت فيراري قاعدة عجلات بطول 2.005 متر، ما مكنها من التحلي بطول إجمالي بلغ 4.055 متر في مقابل 1.935 و1.258 متر لكل من عرضها وارتفاعها. وهذه المقاييس مكنت مصممي بينينفارينا من توفير مقصورة ركاب لشخصين تعدّ رحبة نسبياً، كونها تؤمن مساحات كافية لرأسي راكبيها وأكتافهم وأرجلهم، ليتمتعا براحة عالية أيضاً، مصدرها مقعدان من فئة الباكيت الرياضية التي تلتف جوانبها حول جسم الجالس عليها لتثبته في مكانه عند دخول المنعطفات وتمنع أيضاً وصول اهتزازات الطريق إليه. وهذه المقاعد مصنوعة من الألياف الفحم المبطنة بالجلد، ومزودة أحزمة أمان بأربع نقاط تثبيت. وعلى رغم الوضعية المخفوضة لهذين المقعدين، يوفران مجالات رؤية واسعة من الجهات الأربع. وزودت مقصورة 550 باركيتا بينينفارينا كيسي هواء أماميين قياسيين. من جهة أخرى، يمكن وصف لوحة القيادة بالعملانية. فتجويف العدادات الذي يضم عدادين كبيرين للسرعة ودوران المحرك وعدادين صغيرين لدرجة حرارة المحرك ونسبة ضغط زيته الى جانب عدد من المؤشرات الضوئية، يوفر للسائق معظم المعلومات التي يحتاج اليها وهو يتنقل في سيارته. اما باقي العدادات الحيوية، شأن مستوى الوقود في الخزان وغيرها، فجمعت في تجويف صغير اتخذ مكاناً في أعلى الكونسول الأوسط مباشرةً فوق مخارج هواء المكيف وفوق مجموعة من مفاتيح تشغيل بعض أجهزة السيارة، التي تعلو بدورها مفاتيح تشغيل مكيف الهواء. أما القسم السفلي من هذا الكونسول فضم جهاز الاستماع الموسيقي ومقبض علبة التروس، إضافةً الى مفاتيح تشغيل المرايا الخارجية الكهربائية ومنفضة السجائر. وتبدو مفاتيح تشغيل معظم أجهزة السيارة المثبتة في الكونسول الأوسط في متناول يد السائق ويمكن الوصول إليها في سهولة، ومن دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق. ولتعزيز الطابع الرياضي لمقصورة الركاب، عمد بينينفارينا الى تلبيس بعض أجزاء المقصورة بالألومنيوم غير المصقول، شأن مقابض فتح الأبواب وإطارات مخارج هواء المكيف ومقبض علبة التروس وقاعدتها، إضافةً الى لوحة معدن في أسفل الكونسول الأوسط تحمل توقيع مصممها بينينفارينا ورقم تصنيعها. وفي وقت سيطغى اللون الأحمر على الهيكل، أعلنت فيراري أنها ستترك لزبائنها حرية اختيار لون المقصورة تبعاً لأذواقهم، خصوصاً أن 550 باركيتا ستنتج بفئة محدودة. 485 حصاناً... فقط! وفرت فيراري لسيارتها هذه التي تتمتع بنسبة جر تبلغ 0.41 والتي يقدر وزنها ب1690 كيلوغراماً، محركاً واحداً يتألف من اثنتي عشرة أسطوانة على شكل 7 بزاوية ميلان تبلغ 65 درجة وبسعة 5474 سم3 تعمل بالتعاون مع جهاز بخاخ إلكتروني وأربعة عواميد كامة في الرأس تشغل الصمامات الأربع لكل أسطوانة، على توفير قوة 485 حصاناً تستخرج جميعاً عند مستوى 7000 دورة في الدقيقة، بالتناغم مع عزم دوران تصل حدوده القصوى الى 58 م كلغ عند 5000 دورة في الدقيقة. وتنقل القوة وعزم الدوران من هذا المحرك عبر علبة تروس يدوية من 6 نسب أمامية متزامنة، الى العجلات الخلفية الدافعة التي يمكن 550 باركيتا بينينفارينا من أن تنطلق عبرها من حال الوقوف الى سرعة 100 كلم/س في 4،4 ثانية، لتصل بعدها الى سرعة قصوى تناهز 300 كلم/س. وتعلن فيراري أن في إمكان سيارتها هذه قطع ال400 متر انطلاقاً من حال الوقوف في 12.5 ثانية، ترتفع الى 22.6 ثانية عندما يتعلق الأمر بقطع الكيلومتر الواحد انطلاقاً من الصفر. وهذه السيارة التي ستصنع بكميات محدودة في مصانع مارانيللو، خلال العام الجاري، ستباع في الأسواق بنحو 200 ألف دولار أميركي.