عبّر الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس عن قناعته بأن السلام لا يزال ممكناً في الشرق الاوسط وقال انه ناقش مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز الافكار الفرنسية لحل النزاع في المنطقة، اضافة لما يسمى خطة "بيريز - ابو علاء". ودعا شيراك الى لقاء مباشر بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون "بدون شروط مسبقة". ووصف شيراك خلال مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه مع بيريز، اقتراحات ولي العهد السعودي الامير عبدالله بأنها شجاعة وتدخل في اطار الجهود الهادفة لمساعدة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على العودة الى طاولة المفاوضات والتوصل الى حل عادل ودائم استناداً لمبدأ الارض مقابل السلام. وقال ان العنف والارهاب يتغذيان بالاحتلال والتردي الاقتصادي وان اللجوء الى القوة لا يؤمن اي افق لأي من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال شيراك ان فرنسا والاتحاد الاوروبي يؤيدان خطة "بيريز - ابو العلاء" المبنية على استئناف المفاوضات استناداً الى الاعتراف المتبادل بين الدولة الاسرائيلية والدولة الفلسطينية. واضاف: "نحن اليوم في وضع طارئ، ومن الملح العمل على وقف دوامة العنف وبذل ما أمكن لتحديد افق سياسي واعادة احياء الامل والثقة"، محذراً من مغبة انحدار الفلسطينيين والاسرائيليين نحو الغرق في دوامة الحرب. ودعا الى لقاء مباشر بين شارون وعرفات من دون شروط مسبقة بصفتهما الممثلين للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني وباعتبار الحوار الصريح والشجاع وحده الكفيل بتلبية تطلع شعبيهما الى العيش بسلام. ومضى يقول ان العودة الى طاولة المفاوضات تتطلب التزاماً حازماً من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وان هذا ما اكده خلال اتصاله بالرئيس الاميركي جورج بوش السبت الماضي، واكد له ان الحل العادل والدائم ينبغي ان يستند الى مبدأ الارض مقابل السلام، وان الاقتراحات التي قدمها الامير عبدالله بن عبدالعزيز "تدخل في هذا الاطار وتعزز الامل الذي قد يكون قائماً لدينا". وتابع شيراك ان اتصاله المطول مع بوش تخلله البحث في خطة "بيريز - ابو علاء" التي يدعمها الجانب الاميركي "نظراً لطابعها العقلاني". وشدد على ان ليس في فرنسا صعود للاسامية وانه "ليس هناك ما يسمح بتأكيد ما قيل في هذا الشأن" وان فرنسا والمسؤولين فيها يعتمدون يقظة شديدة على هذا الصعيد ويعتزمون قمع اي عمل يعبّر عن عداء للسامية بأقصى قدر من القسوة. وصرح بيريز من جانبه خلال المؤتمر الصحافي انه "متأكد من ان فرنسا ليست معادية للسامية لا عبر تاريخها ولا عبر حاضرها". وعن اقتراحات الامير عبدالله قال بيريز انها ذات اهمية استثنائية وان اهميتها تكمن في كونها المرة الاولى التي تطرح فيها المملكة العربية السعودية مسألة المسيرة السلمية في الشرق الاوسط بوضوح. اضاف ان هذه الاقتراحات تشكل دعوة موجهة للعالم العربي بأسره للاعتراف بالدولة اليهودية وانشاء علاقات رسمية معها، معتبراً ان هذا من شأنه مساعدة عرفات في خياراته وانشاء اجواء ايجابية. ورداً على سؤال عن كيفية البحث عن السلام فيما عرفات محاصر في رام الله، قال بيريز ان اسرائيل تضغط علىه لحمله على اعتقال المتهمين بالضلوع في مقتل وزير السياحة الاسرائيلي. واضاف ان هذا الضغط ادى الى نتائج اذ ان اربعة من المتهمين اعتقلوا ولم يبق سوى واحد منهم.