لم تشهد دورة اولمبية شتوية من قبل جدلاً مثلما شهدت النسخة التاسعة عشرة التي اقيمت في سولت لايك سيتي الاميركية، اذ شهدت المدينة أمس اطلاق اعيرة مطاطية من قبل عناصر شرطة مكافحة الشغب لتفريق حشود غاضبة تجمعت في وسط المدينة احتجاجًا على النتائج "المشبوهة" التي افرزتها قرارات تحكيمية خاطئة... وعلى المعاملة السيئة التي يلقاها الزائرون من عناصر الامن الاميركية. وتجمع آلاف من ضيوف الدورة في وسط المدينة في وقت باكر من صباح امس، فتصدت لها العناصر الامنية باطلاق اعيرة مطاطية بهدف تفريقها. بيد ان الامر خرج من ايديها عندما قامت مجموعة من المتظاهرين بتهشيم نوافذ عدد من المتاجر وتحطيم سيارات الشرطة، ما دفع افراد منها الى القاء القبض على نحو 30 شخصاً. وما زاد في الطين بلة، ان الشرطة منعت مجموعة من الشباب من تناول الكحول فقامت عناصر من هذه المجموعة بإلقاء الحجارة والزجاجات على رجال الامن وهتفت ضد الولاياتالمتحدة الاميركية، وحلقت الطائرات العمودية فوق المنطقة تحسباً لتزايد اعمال العنف. وهرعت قوات خاصة الى تطويق الفندق الذي ينزل فيه اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية، وزادت من التدابير الامنية المفروضة حوله تخوفاً من انتقال اعمال الشغب الى هناك. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقد الحكام بعنف، وندد بالانحياز الواضح للرياضيين الاميركيين. وصوت مجلس الدوما على اقتراح بالانسحاب بالاجماع، لكن الاصوات العاقلة نادت بالاستمرار وهو ما حصل فعلاً. ورداً على الاحتجاجات الروسية، اتهمت رئيسة اللجنة الاولمبية الاميركية ساندي بالدوين روسيا بتعكير صفو الدورة وبمعاداتها للاميركيين. وخصصت حصة كبيرة من انتقاداتها اللاذعة لرئيس اللجنة الاولمبية الروسية فيتالي سميرنوف، وقالت: "أي منافسات رياضية دولية أو عالمية بحاجة الى بعض الاعمال الدرامية والا صارت هذه المنافسات مملة. وفى رأيي ان كل الاحتجاجات التي صاحبت هذه الدورة مقبولة ولم تتسم بالعداء للولايات المتحدة، باستثناء تلك التي صدرت عن روسيا. واعتقد ان هذه الاحتجاجات لا علاقة لها بالرياضة او التحكيم او حتى بالولاياتالمتحدة، وانما هي وسيلة لتبرير فشل الرياضيين الروس في هذا الاولمبياد تحديداً". وكانت كوريا الجنوبية هددت هي الاخرى بالانسحاب اعتراضاً على التحكيم، وهي ما فعلته كندا ايضاً. واستمراراً لمسلسل الفضائح، أعلن عضو المجلس الاعلى للرياضة في اسبانيا أنخل لويز دي لافوينتي امس أنه ثبت تناول مواطنه يوهان مويهليغ منشطات محظورة اثر فحص خضع له الخميس الماضي. وقال دي لافوينتي أن مويهليغ 31 عاماً، حامل 3 ميداليات ذهبية في الدورة الحالية في سباقات المضمار الطويل، أحيط علماً بالخبر السيئ خلال حفلة اقيمت على شرفه من قبل اللجنة الاولمبية الاسبانية بعد احرازه ميداليته الذهبية الثالثة. وكان مويهليغ، الالماني الاصل، احرز المركز الاول في السباقات الثلاثة التي خاضها منذ انطلاق الدورة، فكان اول متوج باحرازه سباق 30 كلم الذي اقيم مباشرة بعد اشعال الشعلة الاولمبية، ثم احرز ميداليته الذهبية الثانية في 14 الجاري في سباق المطاردة لمسافة 10 كلم، قبل ان يحرز ذهبية سباق 50 كلم اول من أمس. واكتشفت حالة واحدة اخرى، وكانت خاصة بالبيلاروسية يوليا بافلوفيتش التي ثبت تناولها مادة الناندرولون لكن سرعان ما ألغيت نتيجة الفحص بسبب خطأ في الاجراءات. ومن طرائف المنشطات ما اطلقت عليه اللجنة الاولمبية الدولية "منشطات الاحذية"، اذ كشفت ان بعض الرياضيين عمدوا الى طلي شفرات احذية التزلج بمواد تزيد من انزلاقيتها فوق المضمار... واكدت ان هذه هي المرة الاولى في تاريخ رياضة التزلج على الجليد التي تكتشف فيها مثل هذه الحال. ميدانياً أ ف ب، استمرت لعبة الكراسي الموسيقية بين المانيا والنروج، فانتزعت الاولى صدارة لائحة ترتيب الميداليات من الثانية في ختام منافسات اليوم الخامس عشر قبل الاخير. واستعادت المانيا الصدارة بفضل كلاوديا بخشتاين في مسابقة التزحلق السريع لمسافة 5 الاف م حيث ضربت بقوة وأهدت بلدها ذهبية ثمينة وحطمت الرقم القياسي العالمي بزمن 91،46،6 دقائق، وحافظت بالتالي على لقبها الاولمبي للمرة الثالثة على التوالي في هذا الاختصاص. وعزز الرباعي الالماني المتألف من اندري لانغ وانركو كوهن وكيفين كوسك وكارستن امباخ رصيد بلاده من الذهب باحتلاله المركز الاول في مسابقة مركبات التزلج الرباعية. وفي آخر سباقات المضمار القصير في هذه الالعاب تألق الكندي مارك غانيون باحرازه ذهبيتي 500 م و5 الاف م تتابع برفقة منتخب بلاده، فيما اهدت الصينية يانغ يانغ بلدها ثاني ذهبية في تاريخ الاولمبياد الشتوي. وكانت الصين نالت ذهبيتها الاولى في تاريخ مشاركاتها في الاولمبياد في سباق المضمار القصير لمسافة 500 متر. وفي سباق التعرج، حققت فرنسا ثنائية تاريخية باحراز جان بيار فيدال الميدالية الذهبية ومواطنه سيباستيان امييز الفضية فيما نال البريطاني آلن باكستر الميدالية البرونزية.