الخرطوم - "الحياة"، رويترز - دعت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" حكومة الخرطوم الى الاتفاق على آلية مراقبة دولية لوقف "حملات القصف الجوي للمدنيين" في مناطق القتال. وفيما اكدت الحركة التي يقودها العقيد جون قرنق استمرار المعارك مع الجيش الحكومي في منطقة باثيو النفطية، اعلنت الحكومة السودانية تشكيل لجنة رفيعة المستوى من وزارة الدفاع للتحقيق في مقتل 17 مدنيا في قصف جوي في منطقة بيه في ولاية الوحدة في الجنوب، على ان ترفع توصياتها على وجه السرعة للمختصين. ولم تشر وزارة الخارجية السودانية، في بيان السبت، الى تفاصيل الحادث الا ان تقارير صحفية ذكرت نقلا عن الاممالمتحدة و"الحركة الشعبية" ان طائرة هليكوبتر حكومية قصفت الاسبوع الماضي مركز اغاثة في قرية بيه في اعالي النيل، مما ادى الى مقتل 17 واصابة عدد كبير من المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على امدادات اغاثة غذائية. وردت الولاياتالمتحدة باعلان تعليق محادثاتها مع الحكومة السودانية لانهاء الحرب الاهلية في البلاد واقرار السلام. ولم يعترف البيان وزارة السوداني صراحة بمسؤولية الحكومة عن الحادث لكنه وجه اللوم الى "الحركة الشعبية" لتصعيدها العمليات العسكرية في منطقة النفط في ولاية الوحدة ومناطق متفرقة من جنوب البلاد وشرقها. وقال انه "في اطار هذا التصعيد المفروض علينا تحدث بعض الاخطاء المؤسفة وغير المقصودة ويروح ضحيتها مواطنون ابرياء وسنعمل جاهدين على تفاديها وعدم تكرارها". واتفقت الخرطوم الشهر الماضي مع المبعوث الاميركي الخاص جون دانفورث على وقف قصف الاهداف المدنية في الجنوب طوال اربعة اسابيع للسماح بوصول امدادات اغاثة انسانية. لكن في التاسع من من الشهر الجاري قصف الجيش قرية جنوبية وقتل في القصف طفلان. وبعد انتقاد اميركي عنيف للحادث، اعتذرت الحكومة السودانية لوقوعه. في أسمرا تبدأ قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض اجتماعات اليوم في حضور رئيس "التجمع" السيد محمد عثمان الميرغني وجون قرنق تتناول قضايا الحل السلمي في السودان وتفعيل "التجمع". وعن الوضع العسكري في مناطق القتال أكد الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" ان "معارك تدور على مدى ما يقارب الاسبوع بين القوات الحكومية وقوات "الجيش الشعبي" في منطقة باثيو النفطية. وألقى عرمان باللائمة على الجيش الحكومي "الذي يقوم بهجوم بري وجوي بغرض استباق إعادة تنظيم قوات الحركة الشعبية وقوات الدكتور دياك مشار" الذي تحالف مع قرنق الشهر الماضي. وقال ان "النظام لن ينجح في الاستمرار في استخراج النفط من دون موافقة المواطنين في تلك المناطق". ودعا الى "اتفاق بين الحكومة والحركة على آلية مراقبة دولية لوقف القصف الجوي على المواقع المدنية". وقال ان على الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي "الضغط على النظام لوقف قصف المدنيين بعدما كثف حملاته في الفترة السابقة على مواقع الاغاثة والمدنيين نتيجة لفهمه الخاطئ لرغبة المجتمع الدولي لإحلال السلام في السودان".