أبلغت مصادر معنية بالمساعي الاميركية لوقف الحرب في جنوب السودان "الحياة" ان واشنطن تتجه إلى إعطاء كينيا دوراً رئيسياً في تنفيذ جهودها واشراك مصر في هذه الجهود على رغم موقفها من تقرير المصير في جنوب السودان. وقالت إن الجهد الاميركي يركز على إعلان المبادئ الصادر عن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد الذي يخير المتفاوضين بين دولة علمانية موحدة واستفتاء على تقرير المصير في الجنوب يشمل الانفصال. وبدأ المبعوث الرئاسي الاميركي جون دانفورث أمس محادثات مع كبار المسؤولين السودانيين تزامنت مع بدء مفاوضات مباشرة بين وفدين رفيعي المستوى من الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في سويسرا تحت رعاية أميركية. راجع ص 5. ورفض المسؤولون السويسريون تحديد مكان الاجتماع أو كشف أسماء المشاركين فيه. وعلمت "الحياة" أن وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق يرأس وفد الحكومة الذي يضم يحيي حسين وصلاح عبدالله والعميد محمد الشيخ التوم، فيما يقود وفد "الحركة الشعبية" عبدالعزيز الحلو ويشارك فيه دينغ ألور ونيال دينغ وياسر عرمان. وتركز مفاوضات سويسرا ومحادثات دانفورث على إقرار وقف اطلاق النار في منطقة جبال النوبة غرب السودان التي طرح المبعوث الأميركي أربعة مقترحات لاحلال السلام فيها، في تجربة ينظر اليها على نطاق واسع أساساً لمعالجة مشكلة الجنوب. وتعد مسألة وقف القصف الجوي الحكومي أكبر العقبات في وجه تنفيذ النقاط الاربع. وتطالب الخرطوم بتقديم هذا الاقتراح ضمن التسوية بحجة انها غير ممثلة في عملية مراقبة عمليات الاغاثة التي تخشى أن يستخدمها المتمردون لنقل تعزيزات عسكرية. وقالت المصادر القريبة من المفاوضات إن دانفورث يتكتم على خطته لاحلال السلام ويطرحها على مراحل. ولاحظت أن الطلبات الاميركية من الفرقاء حظيت بردود ايجابية سريعة. وشمل المعلن منها حتى الآن وقف الحرب في جبال النوبة وإعادة توحيد "الحركة الشعبية" بعد انشقاق استمر عشر سنوات. ودعت واشنطن الرئيس عمر البشير الى لقاء مع زعيم الحركة جون قرنق يتولى الترتيب له الرئيس الكيني دانيال أراب موي. وبدا أن المبعوث الاميركي الذي يحيط مقترحاته بتكتم شديد يستعد لطرح مطالب جديدة تشمل مسألة الحريات الدينية وقضية القصف الجوي الحكومي ووقف النار. وأكد أنه يريد التحقق من مدى جدية القيادة السياسية لطرفي الصراع في تحقيق السلام. وقال في خطبة في كنيسة جميع القديسين في الخرطوم التي بدأ منها برنامج زيارته الحالية إن مهمته الاولى هي معرفة "هل يريد السياسيون السلام في هذه البلاد". ونقل صحافيون رافقوه في طائرته من نيروبي الى الخرطوم عنه قوله إنه ينوي اثارة مسألة الحريات الدينية مع المسؤولين الحكوميين. وقال:"إن بلاداً تضطهد الأقليات وتحاول فرض دين على غيره، هي بلاد لن تكون قريبة أبداً من أميركا". وحذّر من مغبة رفض طلبه وقف القصف الجوي وقال:"اذا عدت الى أميركا وأَبْلَغت أن : هناك فرصة لتحقيق تقدم، وبالمناسبة الحكومة لم توافق على وقف قصف المدنيين فإن تقريري سيكون مضحكاً".