جاكرتا، ديلي - أ ف ب، أ ب - أكد جانانا غوسماو بطل الاستقلال في تيمور الشرقية، رسمياً أمس، أنه سيترشح الى الانتخابات الرئاسية في هذه المستعمرة البرتغالية السابقة التي ضمتها اندونيسيا مدّة طويلة. وجاء ذلك بعدما قدمت عشرة احزاب ترشيح غوسماو الى الانتخابات التي تجرى في 14 نيسان ابريل المقبل. وفي مؤتمر صحافي، قال غوسماو: "لا ازال اعتقد انني لست الشخص الأنسب لهذه المهمة، ولكنني سأبذل قصارى جهدي". وأضاف: "يجب ان نبني دولة ديموقراطية في تيمور الشرقية ونخدم الشعب". وجاء اعلان الترشيح الذي طال انتظاره قبل ساعات قليلة على اغلاق مجال تقديم الترشيحات. ومعلوم ان منافس غوسماو الابرز هو فرانسيسكو زافييه دو امارال، الذي عين رئيساً لتيمور عام 1975. ودام حكمه تسعة ايام قبل دخول القوات الاندونيسية. وفي حديث هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، قال مراقب اجنبي: "قدم ملف ترشيح غوسماو اليوم امس الى اللجنة الانتخابية المستقلة"، موضحاً أن "عشرة أحزاب تدعم ترشيحه". وأضاف المراقب أن إيداع الترشيح جرى في حضور اسقف ديلي كارلوس بيلو الحائز جائزة نوبل للسلام وسفراء اجانب. وأوضح ان غوسماو "لم يقدم الترشيح بنفسه، لكن وفداً من عشرة أحزاب توجه الى اللجنة لتسليم الوثائق بينما كان غوسماو يعقد مؤتمراً صحافياً في فندقه". ويعتبر خوسي الكسندر غوسماو، الملقب "القائد جانانا"، زعيماً اسطورياً لحركة المتمردين في تيمور الشرقية "فريتلين" وطارده الجنود الاندونيسيون مدة عشرين عاماً تقريباً. وكان غوسماو الصحافي السابق، انضم الى المقاومة بعد انسحاب البرتغاليين من مستعمرتهم في 1975. ثم اجتاح الجيش الاندونيسي هذه المنطقة وأعلن ضمها بعد عام من ذلك في 1976، لتبدأ فترة احتلال قاسية دامت اربعة وعشرين عاماً وأسفرت بحسب بعض التقديرات المرفوضة من جاكرتا عن وقوع حوالى 200 الف ضحية، غالبيتهم من المدنيين الذين قضوا بسبب الامراض وسوء التغذية. وقاد غوسماو حركة "فريتلين" خلال عشر سنوات تقريباً حتى اعتقاله في 1992 في ديلي. وسجن في جاكرتا قبل الافراج عنه في 1999 بعد عام من سقوط الرئيس سوهارتو. ومنذ الاستفتاء حول الاستقلال في 30 آب اغسطس 1999، تتولى الاممالمتحدة في صورة موقتة ادارة تيمور الشرقية التي تعد حوالى سبعمئة الف نسمة وغالبية سكانها من الكاثوليك.