دفعت جريمة قتل الصحافي الاميركي دانيال بيرل التي صورها خاطفوه في كراتشي على شريط فيديو، الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى اعلان الحرب على الارهابيين في باكستان. ولكن ارملة بيرل رفضت فكرة الانتقام. وتخشى السلطات الباكستانية من الا تعثر ابداً على جثة بيرل على رغم مواصلتها التحقيقات بعد مقتله. كراتشي - رويترز - قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف في خطاب بثه التلفزيون مساء اول من امس، ان كل الموارد ستكرس للعثور على قتلة دانيال بيرل مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الذي قام خاطفوه بتصوير عملية قتله على شريط فيديو ارسل الى صحافي. وقال مشرف: "بإمكاني ان اؤكد لبني وطني، اننا لن نترك اي مكان من دون بحث، من اجل احضار هؤلاء الاشخاص الذين تورطوا في جريمة القتل امام العدالة وجعلهم عبرة لأي شخص تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الاعمال في المستقبل". وتوعد بالقضاء على كل الجماعات المتطرفة. وقال: "اعتقد ان تصميمنا يزيد بمثل هذه الاعمال من اجل التحرك في شكل اقوى ضد كل امثال هؤلاء الارهابيين وتلك المنظمات التي ترتكب مثل هذا الارهاب. للتحرك ضدهم وتصفيتهم تماماً من بلادنا". وفي غضون ذلك، اصدرت ماريان ارملة بيرل وهي صحافية ايضاً وحامل في الشهر السابع بأول طفل للزوجين، بياناً في نيويورك وصفت فيه جريمة قتل زوجها بأنها "عمل وحشي"، ولكنها رفضت فكرة الانتقام بصفته سهلاً للغاية. وقالت ان "الاهم بكثير في رأيي هو معالجة مشكلة الارهاب تلك بصدق كاف لبحث مسؤوليتنا الخاصة كدول وأفراد عن زيادة الارهاب". وقالت بيرل انها تأمل بأن "تتمكن من ابلاغ ابننا ان اباه حمل راية انهاء الارهاب، مثيراً طلباً لم يسبق له مثيل بين الناس من كل الدول، ليس من اجل الانتقام وإنما من اجل القيم التي نتقاسمها جميعاً، وهي الحب والشفقة والصداقة". الجثة الى ذلك، قال مصدر في الشرطة الباكستانية امس، انها تعتقد ان جثة الصحافي الاميركي قد لا يعثر عليها. وقال المصدر ان الشرطة فحصت شريط فيديو حصلت عليه اول من امس، يتضمن مشاهد لقتل بيرل، وأنها منذ ذلك الحين تستجوب مشتبهاً فيهم اعتقلوا من قبل. وأضاف المصدر: "تركيزنا الرئيس في التحقيقات حالياً هو على ايجاد الجثة، لكننا نشعر بتشاؤم شديد في هذا الشأن، لأننا نعتقد انه بيرل قتل قبل اكثر من اسبوع". وأظهر شريط الفيديو ان خاطفي الصحافي قاموا اولاً بذبحه ثم بقطع رأسه، بحسب وكالة "اون لاين" الباكستانية. واعتبر قتله بمثابة انتقام لبعض المتطرفين الاسلاميين من حملة مشرف على الارهاب وانضمامه الى المعسكر الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة غداة هجمات 11 ايلول. وكثفت الشرطة الباكستانية بحثها عن خمسة رجال يشتبه في انتمائهم الى المجموعة التي خطفت بيرل في 23 كانون الثاني يناير الماضي في كراتشيجنوبباكستان. وقال احد المحققين امس، ان بين الملاحقين عربياً يشتبه بأنه شارك في عملية الخطف، لكنه رفض كشف هوية الرجل وتابعيته مؤكداً ان ذلك يمكن ان يسيء الى سير التحقيق. وكانت الشرطة الباكستانية اوقفت المشتبه به الرئيس في تنظيم عملية الخطف وهو الاسلامي الشيخ عمر في 12 الشهر الجاري في لاهور بشرق البلاد. لكن المحققين لم ينجحوا خلال شهر من عمليات البحث في العثور على اي اثر للصحافي المخطوف. ومن المقرر ان يمثل الشيخ عمر الاثنين للمرة الثانية امام احدى محاكم كراتشي حيث اعترف خلال جلسة اولى بأنه يقف وراء عملية الخطف. وسبق ذلك توقيف ثلاثة رجال في الخامس من الجاري اتهموا بالتواطؤ في عملية الخطف وبنشر رسائل الكترونية هدد فيها الخاطفون بقتل رهينتهم. واختفى بيرل 38 عاماً في كراتشي اثناء محاولته الاتصال بجماعات اسلامية راديكالية والتحري عن صلات محتملة بين ريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة بقنبلة في حذائه وشبكة "القاعدة". واتهمت جماعة زعمت انها احتجزت بيرل وتطلق على نفسها اسم الحركة الوطنية من اجل استعادة السيادة الباكستانية، الصحافي الاميركي بأنه جاسوس للاستخبارات المركزية سي آي اي.