ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات التجارية في أوروبا لفترة وجيزة عصر أمس، إثر اشاعات في السوق عن وجود قوات أميركية في العراق. لكن الأسعار تراجعت بسرعة بعدما نفت ذلك السلطات العسكرية الأميركية. ونفى نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الدفاع الشيخ جابر مبارك الصباح وجود خطط لارسال 35 ألف جندي أميركي الى الكويت، فيما أكدت مصادر قيادية في المعارضة العراقية ان واشنطن تعزز قواتها في هذا البلد. وتحدثت عن "رسالة" ايرانية أبلغت الى الولاياتالمتحدة فحواها "تعهد بعدم عرقلة تدخل أميركي في العراق لتغيير نظام الرئيس صدام حسين". وأفادت ان واشنطن تبحث مع دول خليجية في تعويض الأردن عن نفط العراق، في حال بدء الهجوم. في الوقت ذاته أشار نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى ان الخطة الأميركية تقضي بارسال 15 ألف جندي اميركي الى شمال العراق عبر الأراضي التركية. وأكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ليل أول من أمس ان ما سيجري في حال حدوث هجوم "يرتبط بأمور بالغة الاختلاف يصعب الخوض فيها ويستحيل التحدث عنها علناً". وأشار الى تصريحات معارضة لضرب العراق "تطلق من مصادر لا تكشف هويتها تختلف عما يقال في المستوى الديبلوماسي والعسكري". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوزير قوله خلال زيارته القاعدة الجوية في نيليس نيفادا: "اعتقد انه سيتم تعديل وجودنا في السعودية بأشكال معينة، لكننا لم نقرر أي ترتيبات بعد". وفي تصريح الى "الحياة" أكد وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر مبارك الصباح ان القوات الأميركية في بلاده "باقية عند معدلها الطبيعي وهو بين خمسة وستة آلاف جندي، وهناك تدوير لهذه القوات بين حين وآخر، ولكن لا خطط لزيادتها". وأضاف: "لا يمكن أن ينزل جندي أميركي أو غيره الى الكويت من غير علمنا وبعد أخذ اذن"، وذلك في اطار الاتفاق الدفاعي الموقع بين الكويتوواشنطن. وقال: "لا جديد في هذا الشأن ولم يجرِ تنسيق حول وصول قوات أكبر". وكانت مصادر عدة تحدثت في الأيام القليلة الماضية عن ارسال تعزيزات اميركية الى الكويت، في اطار التمهيد لعملية واسعة ضد العراق. واعلن طارق عزيز ليل الاربعاء ان لدى بغداد معلومات تفيد بنية واشنطن ارسال 15 ألف جندي الى تركيا ليعبروا منها الى شمال العراق ومن ثم جنوبه. وقال ان الحرب "ليست في مصلحة العراقوتركيا" راجع ص 2. في السياق ذاته شددت مصادر قيادية في المعارضة العراقية على ان البنتاغون يجهز خطط عمليات عسكرية في العراق، لافتة الى أن إدارة الرئيس جورج بوش "حسمت خيارها" لجهة التدخل لتغيير نظام صدام. وتابعت ان ايران بعثت برسالة الى الإدارة تؤكد فيها انها لن تتدخل لعرقلة أي هجوم "إلا إذا تدخلت تركيا" في شمال العراق، لافتة الى أن هذا التعهد يأتي "على رغم ضجيج الحملات المتبادلة" بين طهرانوواشنطن. وتحدثت عن استعداد الجيش التركي لتسهيل العمليات العسكرية الاميركية، وعن معارضة زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ارسال تركيا قوات الى الشمال. حملات دهم في واشنطن أ ب اعلن ان عناصر أمن دهموا اول من امس مكاتب للتحويل المالي في 14 ولاية، ضمن مساعٍ لوقف تحويل ملايين الدولارات الى العراق "في صورة غير مشروعة". وقال مفوض سلطات الجمارك روبرت بونر ان مذكرات تفتيش صدرت بحق شركات وافراد لم ُ تُكشف هويتهم سمحت بمصادرة وثائق وسجلات. ولم يعتقل أحد في عمليات الدهم. وتعتقد السلطات الاميركية ان الشركات والافراد المستهدفين كانوا يعملون وكلاء لشركة "الشافعي فاميلي كونيكت إينك" التي تسمح للمهاجرين العراقيين في الولاياتالمتحدة بأن يرسلوا اموالاً الى بلادهم. واتهمت سلطات الجمارك الشركة بتحويل ملايين الدولارات الى العراق في انتهاك للحظر الدولي. وكان موظفو الجمارك دهموا مكتب الشركة في منطقة سياتل الشهر الماضي، وعثروا على ملفات تحمل اسماء وكلائها في ارجاء الولاياتالمتحدة. وأفادت سلطات الجمارك ان الافراد والشركات الذين اُستهدفوا اول من امس يخضعون ايضاً للتحقيق في شأن انتهاكات محتملة لقوانين مكافحة غسيل الاموال وانتهاكات محتملة لضوابط تقتضي ان تُسجّل الشركات العاملة في مجال الخدمات المالية لدى الحكومة.