قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع عقب اجتماعه أمس في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك انه قد يلتقي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قبل نهاية فبراير الحالي لبحث استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المتوقفة. وغادر قريع القاهرة بعد الظهر عائدا الى رام الله عبر عمان ليبدأ اليوم الاثنين جولة أوروبية هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه وتستهدف الحصول على دعم سياسي ومادي لاسيما لخطة خارطة الطريق ومسألة جدار الفصل في الضفة الغربية.وكان قريع الذي تولى منصب رئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية في أكتوبر الماضي قد تجنب الاجتماع مع شارون متهما اياه بعدم السعي جديا لتحقيق السلام. لكن المسؤولين الامريكيين يمارسون ضغوطا من أجل عقد اجتماع بين رئيسي الوزراء لكسر دائرة العنف الفلسطيني الاسرائيلي واستئناف المفاوضات. وقال قريع للصحفيين في القاهرة، كان هناك لقاء بين الدكتور صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني والاخ حسن ابولبدة مدير مكتبي وبين مدير مكتب شارون وطرحت فيه مجموع القضايا التي يهمنا أن تكون على أجندة الاجتماع مع شارون وأيضا لم نصل الى تفاهم كامل. وأضاف ان اجتماعا آخر سيعقد يوم 15 فبراير الحالي بين مدير مكتبه ومدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي وبحضور عريقات للتحضير للاجتماع. وقال قريع انه تبادل الرأي مع مبارك حول المستجدات والتطورات الجديدة على الساحة الفلسطينية ومنها التحضير للقاءات فلسطينية اسرائيلية وما تردد عن موضوع انسحابات اسرائيلية من غزة وتفريغ مستوطنات فى غزة. كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن مبارك اتصل أمس بالرئيس السوري بشار الأسد وبحثا في الاتصالات الجارية لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين واسرائيل وان جهودا تبذل لاعادة الجانبين الى طاولة المفاوضات. وكان شارون قد أعلن قبل نحو أسبوع عن خطة لتفكيك 17 مستوطنة يهودية من بين 21 مستوطنة يعيش فيها نحو 7500 اسرائيلي في قطاع غزة، لكن اعلانه هذا يقابل بتشكيك فلسطيني في نواياه ويدخله البعض في خطط شارون للإجراءات الأحادية الجانب التي يهدد بها السلطة الفلسطينية. ويستهل قريع جولته الأوروبية بزيارة الى ايرلندا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي قبل ان ينتقل الى روما التي سيغادرها في 12 فبراير. واستنادا الى مقربين من قريع فانه سيستانف جولته الاوروبية في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الجاري بزيارة كل من المانيا وبلجيكا. وتجري الحكومة الفلسطينية اتصالات مماثلة لتوسيع الجولة لتشمل باريس ولندن بشكل خاص وعواصم اوروبية اخرى. وتتزامن جولة قريع الاوروبية مع المبادرة التي اقترحها السبت الماضي وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر لتعزيز الازدهار في الشرق الاوسط واستئصال الارهاب من جذوره. وفي هذا الإطار، التقت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاثيو امس الاحد في طليطلة (وسط اسبانيا) مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمون بيريز وزير حزب العمل الاسرائيلي ووزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات. وفي ميونيخ قال وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث خلال مؤتمر أمني أقيم في ألمانيا وحضره بيريز انه ينبغي على الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة مواصلة تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط اذا توقفت المشاركة الامريكية قبيل انتخابات الرئاسة. وقال بيريز زعيم حزب العمل المعارض انه يريد أن يعرض الاتحاد الاوروبي على الاسرائيليين والفلسطينيين علاقات أوثق ان توصل الجانبان لاتفاق سلام. وقال شعث اذا كانت الولاياتالمتحدة مشغولة جدا.. فبامكانها أن تسمح لشركاء آخرين مثل الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة بمواصلة العمل.