بحث رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والعاهل المغربي الملك محمد السادس في اجتماع عقد امس في ابوظبي في التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال ناطق اماراتي ان الزعيمين ناقشا تطورات القضية الفلسطينية في ضوء التصعيد الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والجهود المبذولة لوضع حدّ للممارسات الاسرائيلية واحياء عملية السلام. وذكرت وكالة انباء الامارات ان المحادثات التي حضرها مسؤولون كبار من الجانبين تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تنميتها بما يؤدي لخير الشعبين في البلدين الشقيقين، فيما رفض وزير خارجية المغرب في حديث ل"الحياة" اي هجوم اميركي ضد العراق، وطالب برفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني وضرورة حضوره القمة العربية. واكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي محمد بن عيسى ان محادثات محمد السادس والشيخ زايد تناولت العلاقات بين الامارات والمغرب وخصوصاً توظيف استثمارات اماراتية في المغرب بعد الاصلاحات التي ادخلها الملك محمد السادس منذ اسابيع على قوانين ونظام الاستثمار في المملكة المغربية لتسهيل اعمال المستثمرين وانجازها في وقت قصير. وقال ان المحادثات تناولت ايضاً الاوضاع العربية الراهنة والتطورات المأسوية في فلسطين والحصار المفروض على الفلسطينيين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اضافة الى اجراء مشاورات بشأن الموضوعات التي ستطرح على القمة العربية المقبلة نهاية الشهر المقبل في بيروت. وكشف بن عيسى في حديث ل"الحياة" انه استكمل هذه المحادثات في اجتماع عقده مع الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، لتشمل تطورات الوضع في الخليج والشرق الاوسط. وقال الوزير بن عيسى ان المغرب رحّب بشكل خاص بنتائج القمة الخليجية الاخيرة في مسقط خصوصاً توحيد العملة والغاء التعرفة الجمركية والقرارات الاخرى التي اتخذت لدعم التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي. وطالب وزير الخارجية المغربي في حديثه ل"الحياة" برفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واعرب عن امله بأن يتمكن عرفات من حضور القمة العربية في بيروت وأكد ان معظم الدول العربية يرغب في عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال ان في مصلحة اسرائيل والولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ودول المنطقة وضع حد للعنف القائم في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وان يعود الطرفان الى استئناف المفاوضات السلمية على اساس توصيات "ميتشل" وتفاهمات تينيت في اطار القرارات الدولية ذات الصلة. وقال الوزير بن عيسى ان المغرب "يسجل بارتياح موقف الرئيس الاميركي جورج بوش في ما يخصّ مطالب رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون بعزل الرئيس عرفات"... مؤكداً ان هذا الموقف يدفع الى "التفاؤل" بأن الجانب الاميركي لديه الرغبة للابقاء على السلطة الوطنية الفلسطينية واستمرار القيادة الفلسطينية الممثلة شرعياً بأبو عمار لانه لا بديل لاسرائيل عن السلطة الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني للتفاوض معها بغرض اقامة سلام دائم وعادل تستفيد منه كل شعوب المنطقة. واعرب الوزير عن تقديره لموقف الاتحاد الاوروبي، وقال: "اننا نثمن بارتياح كبير الجهود التي يبذلها الاتحاد الاوروبي لعودة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات". وحول الدور الذي يمكن ان يقوم به العاهل المغربي من خلال رئاسته لجنة القدس اكد بن عيسى ان "بعض مطالب اللجنة التي جاءت في خطاب الملك والبيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع بدأت تتحقق وانعكس بعضها بشكل واضح في بيان الاتحاد الاوروبي الاخير في بروكسيل بتأييد السلطة الفلسطينية وقيادة "ابو عمار". واكد ان الملك محمد السادس يبذل، بصفته رئيساً للجنة القدس، مساعي لدى الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا وغيرها من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وقال إن هذه المساعي بدأت تعطي "نتائج مثمرة"، ولكنه شدد على ضرورة استجابة رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون لجهود السلام، خصوصاً أن الفلسطينيين قاموا بمبادرات عدة، وعبروا عن رغبتهم الحقيقية بالتفاوض مع الإسرائيليين لوضع صيغة نهائية لمشروع السلام. وحول تأثيرات مشكلة الإرهاب على أعمال القمة العربية المقبلة في بيروت، قال وزير خارجية المغرب إن الدول العربية قالت كلمتها في الإرهاب ونددت بالأعمال الإرهابية في نيويورك وواشنطن. وأكد "ضرورة وضع تحديد لما نسميه بالإرهاب بما في ذلك مسبباته ودوافعه، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالخلط الوارد في بعض منابر الإعلام الغربي بين الإسلام والإرهاب واعتبار العرب ضمنياً إرهابيين". ولفت إلى أن جدول أعمال القمة العربية المقبل في بيروت سيتضمن عدداً من القضايا الرئيسية باعتبارها قضايا ملحة وفي مقدمها القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة في سورية ولبنان والحالة العراقية - الكويتية. وقال إن الموضوع الاقتصادي موضوع مهم يجب النظر فيه خلال القمة لتحقيق "شراكة اقتصادية فعلية بين الدول العربية". ولفت في هذا الصدد إلى أن العاهل المغربي تبنى مبادرة لتوسيع افق التبادل الحرّ بين الدول العربية المتوسطية تمثلت ب"إعلان أغادير" الذي صادقت عليه المغرب وتونس ومصر والأردن. وقال: "إننا بصدد عقد اجتماعات على مستوى الخبراء لوضع ميثاق بين الدول الأربع يسمح بانضمام دول أخرى إليه، لتحديد إطار لتوسيع آفاق الشراكة الاقتصادية والتجارية وصولاً إلى قيام السوق العربية المشتركة. كما شدد وزير خارجية المغرب على تعديل ميثاق جامعة الدول العربية وتحديث هياكل الجامعة. وقال إن الأمين العام عمرو موسى سيقدم دراسة بهذا الشأن، وذلك تنفيذاً لما طلب منه في قمة عمّان الأخيرة. وعن التهديدات الأميركية بضرب العراق، قال بن عيسى: "يجب التأكد قبل توجيه اصبع الاتهام إلى بعض الدول بالإرهاب من أن هذه الدولة أو تلك تتبنى العمليات الإرهابية وعدم الاعتماد في توجيه مثل هذه الاتهامات على تقارير غير مؤكدة". وأكد وزير خارجية المغرب أن أي هجوم على العراق مهما كانت دوافعه "لن يساهم في إعادة السلام والأمن والطمأنينة إلى المنطقة"، وقال: "لا نريد أن نزيد الطين بلة بالهجوم على دولة عربية، لأن الوضع في المنطقة قابل للانفجار بسبب الأوضاع في فلسطين".