دانت المملكة العربية السعودية الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة التي استهدفت المواطن الفلسطيني الاعزل والمنشآت والبنى التحتية الفلسطينية، مشددة على ضرورة وقوف المجتمع الدولي وقفة حازمة في وجه العدوان والارهاب الاسرائيليين. كذلك دان كل من الكويت ودولة الاماراتالمتحدة الاعتداءات الاسرائيلية، وطالب بحماية للفلسطينيين. وشدد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الاسبوعية التي عقدت امس في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، على موقف السعودية الداعم لعودة الامن والاستقرار الى افغانستان انطلاقاً من الحرص على تحقيق الامن والرخاء للبلدان الاسلامية كافة. وقال وزير الاعلام السعودي بالنيابة في تصريح ل"وكالة الانباء السعودية" عقب الجلسة ان الملك فهد دعا المجتمع الدولي الى الوقوف بحزم تجاه العدوان الاسرائيلي كي لا يؤدي ذلك الى دفع المنطقة الى مزيد من التدهور وعدم الاستقرار، كما طالب المجتمع الدولي باجبار السلطات الاسرائيلية على احترام المواثيق والاعراف الدولية. الى ذلك، تلقى رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رسالة من الرئيس ياسر عرفات، فيما اجتمع ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الامارات الشيخ خليفة بن زايد مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز. وتلقى الشيخ زايد أمس رسالة من عرفات سلمها وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه الى نائب رئيس الوزراء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، تتناول الأوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل التصعيد الاسرائيلي الحالي. ودان الشيخ سلطان بن زايد خلال الاجتماع التصعيد الاسرائيلي واحتلال بعض المناطق الفلسطينية، مشددا على ضرورة ارسال مراقبين دوليين الى الأراضي الفلسطينية واجراء تحقيق دولي في ما تروج له الحكومة الاسرائيلية من اتهامات للسلطة في شأن موضوع سفينة الأسلحة. ودعا المجتمع الدولي وفي مقدمته الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى توفير الحماية والأمن للفلسطينيين، مشيرا الى ان ما تقوم به اسرائيل من اعتداءات يومية تجاوز جميع الحدود الأخلاقية، ويؤكد أنها بصدد تنفيذ خطة مدروسة تهدف الى القضاء على رموز السلطة، وهو الأمر الذي لا يخدم بأي شكل عملية السلام المعطلة بسبب التعنت الاسرائيلي. وطالب بتحرك فوري وسريع انقاذاً لعملية السلام، كما طالب الأمة العربية بمزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة الأخطار والتهديدات الاسرائيلية. من جهة اخرى، اجتمع ولي عهد أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في أبوظبي أمس مع الجنرال مايرز بحضور الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة في دولة الامارات. وجرى خلال الاجتماع البحث في التطورات والمستجدات على الساحة الدولية. وكان مايرز وصل الى أبوظبي أمس في اطار جولة له في عدد من دول المنطقة. وفي الكويت أ ف ب عبر مجلس الوزراء الكويتي عن "استنكاره الشديد التجاوزات الاسرائيلية التي تعد انتهاكا صارخا للسيادة الفلسطينية وتهديدا لعملية السلام"، داعيا "المجتمع الدولي وراعيي عملية السلام" في الشرق الاوسط الى "اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لهذا الواقع المأسوي ووقف الاعتداءات المتواصلة التي تمارسها القوات الاسرائيلية". واكد المجلس الذي بحث في "آخر المستجدات والتطورات السياسية الراهنة على الساحتين العربية والدولية" ضرورة "دعم الجهود التي تساعد في تعزيز عملية السلام". وحمّل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الحكومة الاسرائيلية مسؤولية تدهور الوضع في اراضي السلطة، وصرح خلال زيارته المغرب لتسليم رسالة من السلطان قابوس بن سعيد الى العاهل المغربي الملك محمد السادس امس بان ما يحدث في المنطقة "لا ينم عن رغبة الطرف الاسرائيلي في تحقيق السلام ولا يظهر ان الحكومة الاسرائيلية الحالية حريصة على مصالح شعبها". وجدد تضامن بلاده مع الرئيس ياسر عرفات والشعب الفلسطيني، معربا عن أمله في ان تتمكن القمة العربية المقبلة من تحقيق المزيد من آفاق العمل المشترك. وشدد على اهمية القضايا المطروحة في جدول الاعمال، وفي مقدمها القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية والملفات الاقتصادية والتجارية. وقال ان زيارته للمغرب تندرج في سياق المشاورات عن الاوضاع الراهنة في الساحتين العربية والاسلامية. واعربت الحكومة الاردنية عن "القلق العميق" ازاء "التصعيد الخطير" الاسرائيلي، ودعت الادارة الاميركية الى سرعة ايفاد مبعوثها الجنرال انتوني زيني الى المنطقة لتفادي مزيد من التدهور. ودعا وزير الدولة للشؤون السياسية محمد العدوان "المجتمع الدولي من اجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وباسرع وقت ممكن تجنبا للمزيد من اراقة الدماء". وفي دمشق، دعت "لجان المجتمع المدني" في سورية المواطنين الى اعتصام الخميس المقبل امام مقر بعثة الاممالمتحدة بعنوان "خميس فلسطين" تضامنا مع حكومة فلسطين وشعبها، وذلك بشكل اسبوعي حتى انعقاد مؤتمر القمة العربية نهاية آذار مارس المقبل في بيروت.