ابدى مسؤول نفطي عراقي سابق عن خشيته من لجوء الرئيس العراقي صدام حسين الى "احراق آبار النفط في الجنوب والشمال اذا أحس بالخطر وباقتراب غزو بري انطلاقاً من الكويت او من منطقة الحدود التركية في الشمال". وقال المسؤول لعدد محدود من الديبلوماسيين العرب التقاهم في لندن: "ان اي غزو للاراضي العراقية سيدفع صدام الى احراق الآبار كما احرق الآبار الكويتية عندما اجبرت قواته على الانسحاب من الكويت فور بدء الهجوم الذي شنته قوات التحالف الدولي خلال عملية عاصفة الصحراء مطلع عام 1991". واشار الى ان صدام يعتقد ان الامر سيؤدي الى وقف تدفق النفط العراقي الى الاسواق الدولية والى رفع اسعار الخام الى حدود قصوى ما سيؤدي الى ضغوط على ادارة الرئيس بوش التي تخطط لقيادة تحالف للقضاء على الحكم القائم وتنصيب قيادة بديلة في العراق. لكن خبراء النفط يعتقدون "ان سحب ما يصل الى 2.2 مليون برميل يومياً من الصادرات العراقية الى الاسواق الدولية لن يؤثر في الاسعار سوى لفترة بسيطة... لأن دول اوبك والدول المنتجة من خارجها قادرة على تعويض النفط العراقي المفقود بسرعة قصوى". وكانت "اوبك" وخمس دول من خارجها خفضت انتاجها في كانون الاول ديسمبر الماضي بمعدل مليوني برميل يومياً لرفع اسعار النفط. يُشار الى ان "اوبك" خفضت صادراتها اكثر من 3.5 مليون برميل يومياً منذ بدء دورة تراجع اسعار النفط بداية عام الفين وبالتالي ستكون قادرة على تعويض اي خسائر في السوق النفطية قد تنتج عن غياب النفط العراقي. لكن، حسب خبراء النفط، قد تؤدي العمليات العسكرية ضد العراق الى اثارة شكوك ايران التي تُعتبر ثاني اكبر منتج في "اوبك" وبمعدل 3.186 مليون برميل يومياً بعد الخفوضات وقد تحاول تأخير اي قرار لزيادة الانتاج حتى تحصل على ضمانات بعدم تعرضها لضربة عسكرية تالية. وكانت ايران هددت بضرب منشآت نفطية في الخليج في حال تعرضها لهجوم اميركي. وفد "اوبك" الى موسكو من جهة ثانية قال مسؤول في "أوبك" امس الاثنين "ان المنظمة ستُرسل وفداً على مستوى عال الى موسكو مطلع آذار مارس لاقناع ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بمد آجل القيود المفروضة على الصادرات". وتابع ان علي روديغيز الامين العام للمنظمة ورئيس "اوبك" ريلوانو لقمان يعتزمان الاجتماع مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف خلال الفترة من الثالث الى الخامس من آذار المقبل. وقال المسؤول، الذي رفض نشر اسمه، "نحاول كسب مساندة شركات النفط الروسية لمد أجل الخفوضات بعد الربع الاول". واقترحت "اوبك" الزيارة للمرة الاولى في كانون الاول ديسمبر الماضي وتلقت موافقة مبدئية ومن المتوقع ان يصدر التأكيد النهائي في وقت لاحق من الشهر الجاري. ووافقت روسيا ثاني اكبر مصدر للنفط بعد المملكة العربية السعودية على خفض مبيعات الخام لمدة ثلاثة شهور بداية من اول كانون الثاني يناير وكانت ضمن خمسة منتجين من خارج "اوبك" وافقوا على التعاون مع المنظمة لخفض الانتاج للمرة الرابعة خلال عام من اجل رفع الاسعار. وقالت "اوبك" ان الخفض سيستمر ستة شهور لتجاوز كساد الاقتصاد الدولي الا ان روسيا التزمت بثلاثة شهور فقط. وستعقد "اوبك" اجتماعا في فيينا في 15 آذار مارس. ويعارض عدد من الشركات الروسية تقليص الصادرات بمقدار 150 الف برميل يومياً لان ذلك يؤدي الى تراكم الانتاج في شبكة خطوط الانابيب المحلية. ويوم الجمعة قال مسؤول حكومي كبير "ان من المتوقع ان يجتمع كاسيانوف مع شركات النفط مطلع الشهر للبحث في مستوى الصادرات في الربع الثاني". وعلى صعيد الاسعار قال تجار "ان سعر خام القياس برنت انخفض قليلاً في المعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن صباح امس نتيجة عمليات بيع لجني الارباح من جانب مضاربين مستقلين اثر صعوده الجمعة بفضل مشتريات لتغطية مراكز مكشوفة"، وفتح التداول عند مستوى 20.87 دولار للبرميل في عقود نيسان ابريل المقبل لكنه ما لبث ان تراجع الى 20.74 دولار للبرميل عند الظهر. وقال محللون انه على رغم ان تذبذب الاسعار صعوداً يجب ان يثير قلق السوق اذ انه يشير الى امكانات تراجع حاد الا ان تقليص صناديق المضاربة مراكزها المكشوفة في السوق يمكن ان يعزز الاتجاه الصعودي. وتابعوا: "على رغم الهبوط فان المعاملات في الآونة الاخيرة فوق مستوى 20 دولاراً كانت ايجابية الى حد بعيد الا ان السوق بحاجة لثبات اكبر فوق هذا المستوى المهم من الناحية النفسية لتفادي تراجعه الى نطاق يراوح بين 17.50 و20 دولاراً للبرميل الذي تحرك فيه منذ بداية تشرين الثاني نوفمبر.