كشفت موسكو تفصيلات عن زيارة قام بها رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي فالنتين كورابيلنيكوف الى واشنطن للبحث في اعادة رعايا روس موجودين في قاعدة غوانتانامو، فيما نفت تبليسي رسمياً ما ذكره وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن احتمال وجود اسامة بن لادن في جورجيا. وكانت صحف اميركية اشارت الى نقل مواطنين روس الى القاعدة الاميركية في كوبا بعد أسرهم في افغانستان. وأيّد ايفانوف في مؤتمر صحافي عقده في باريس هذه المعلومات لكنه لم يقدم اي تفصيلات اضافية. وكشفت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان الفريق اول كورابيلنيكوف الذي يترأس جهاز الاستخبارات التابع لهيئة الاركان العامة ويعد اكثر اجهزة التجسس في روسيا سرية وقوة، التقى اثناء زيارته لواشنطن رئيس لجنة رؤساء الاركان الاميركية ريتشارد مايرز ومسؤول الاستخبارات في وزارة الدفاع الأميرال توماس ويلسون وبحث معهما في التعاون في مكافحة الارهاب. ولم تستبعد الوكالة ان يكون كورابيلنيكوف طالب بترتيب مقابلة مع الأسرى الذين ذكر انهم من الشيشانيين. وقالت مصادر غير رسمية ان هناك أسيرين فقط، فيما نقلت صحيفة "ازفيستيا" عن مصدر في هيئة الاركان العامة ان السلطات الاميركية اعتقلت في افغانستان بضع عشرات من حملة الجنسية الروسية ونقلت بعضهم الى غوانتانامو ولكنها "لم ترغب في تقديم مساعدات" الى الجهات الروسية. وأوضحت الصحيفة ان الأسرى والمحتجزين يملكون معلومات كثيرة عن الوضع في الشيشان وعن اتصالات محتملة بين تنظيم "القاعدة" ورئيسه بن لادن من جهة وقيادات شيشانية من جهة اخرى، اضافة الى انهم ربما يعرفون وقائع عن عمليات تهريب المخدرات من افغانستان الى آسيا الوسطى والمعابر التي تسلكها هذه التجارة. وفي ضوء ذلك كله فان الاميركيين لن يسلموا الأسرى إلا بعد "تفريغهم" من المعلومات. وكان الجنرال اسدالله حبيب كوفي المستشار العسكري لزعيم "تحالف الشمال" برهان الدين رباني ذكر انه عندما بدأ الهجوم الاميركي على افغانستان كان هناك 700 - 1000 شيشاني مع "طالبان" وقال انهم وصلوا الى الاراضي الافغانية عبر جورجيا وأذربيجان ودول عربية وباكستان عام 2001 بعدما ضيقت القوات الروسية الخناق عليهم في القوقاز. ويشير المراقبون الى ان موسكو مهتمة باسترداد الاسرى لمحاكمتهم وفق القانون الجنائي الروسي كما انها ترغب في استثمار القبض عليهم للتأكيد ان روسيا نفسها تواجه "مجموعات ارهابية" في الشيشان. وفي ضوء ذلك فان الاميركيين سيجدون احراجاً في رد طلب دولة مشاركة في الائتلاف المناوئ للارهاب، إلا انهم قد يتذرعون بعدم وجود اتفاقات ثنائية لتبادل المجرمين. ولتأكيد صلة الشيشانيين ب"الارهاب" تتحدث موسكو عن علاقات وثيقة بينهم وبين اسامة بن لادن. ورداً على اسئلة عن احتمال وجود الاخير في وادي بانكي في جورجيا قال وزير الخارجية الروسي ان "احداً لم ينف ذلك". ومعروف ان موسكو اعتبرت هذه المنطقة قاعدة للمقاتلين الشيشانيين وهددت بمهاجمتها على رغم وقوعها في اراضي دولة اخرى. وردت وزارة الامن الجورجية بأنها لا تملك معلومات عن احتمال وجود بن لادن في وادي بانكي وأكدت ان على وزير الخارجية الروسي ان يطلع السلطات الجورجية على اي معلومات تؤيد اقواله.