أبدت موسكو مخاوفها من احتمال نشوب صدامات مسلحة في منطقة الحدود الجورجية الأوسيتية وأكدت مصادر قوات حفظ السلام الروسية في منطقة النزاع أن السلطات الجورجية تتابع تعزيز قواتها في القرى الجورجية على الحدود مباشرة ويعتقد المراقبون نتيجة هذه الحالة أن الصدامات المسلحة قد تبدأ في أية لحظة وقد تتنامى إلى حرب أهلية في حال اقتحام القوات الجورجية لأوسيتيا حيث سبق أن وجهت مثل هذه التهديدات. في غضون ذلك تصاعدت أجواء التوتر من جديد إلى العلاقات الروسية الجورجية بعد اتهام وزير الداخلية الجورجية فانو ميرابيشفيلي روسيا بتنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الجورجية حيث أعلن ميرابيشفيلي أن أجهزة الأمن الروسية ضالعة في عمليات إرهابية وخاصة التفجير في مدينة غوري موضحاً أن المجموعة تعمل تحت قيادة عقيد في الاستخبارات الروسية، وأضاف أن الأجهزة الأمنية الجورجية كشفت حيثيات هذه الحادثة التي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص وأصيب ستة وعشرون بجروح حينها نتيجة انفجار سيارة مفخخة بل وأكد أن المسؤولين عن هذا العمل تم القبض عليهم ويدلون بإفاداتهم.. وردت موسكو سريعاً على هذه التصريحات الاستفزازية حيث نفت وزارة الدفاع الروسية تصريحات ميرابيشفيلي مؤكدة أنها لا تمت إلى الصحة بشيء وركزت مصادر وزارة الدفاع على عدم وجود عناصر من الأجهزة الأمنية الروسية في جورجيا أما الخارجية الروسية فاعتبرت تصريحات تبليسي هذه مجرد اختلاق لن يخدم قضية تسوية الأزمة في أوسيتيا الجنوبية وكذلك تطوير العلاقات الروسية الجورجية الأمر الذي ركزت عليه سفارة روسيا في جورجيا حيث أكد السكرتير الأول في السفارة هناك على أن الأجهزة المختصة في السفارة تتابع باهتمام وتدرس تصريحات وزير الدفاع الجورجي إلا أنه أكد وبشكل حاسم أن أياً من الشخصيات الرسمية الروسية لم يساهم في عمل غير قانوني على الأراضي الجورجية. ويرى بعض المراقبين أن تصريحات الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي التي حاول من خلالها تهدئة الأجواء لم تفعل فعلها وعلى الرغم من تأكيده بأن الأعمال الإرهابية في جورجيا تمت من قبل مواطني دولة أخرى (في محاولة لتخفيف حدة تصريحات وزير دفاعه) وأن على روسيا وجورجيا استغلال هذه الحادثة لتعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب لا الاختلاف فيما بينهما، إلا أن بعض المحللين يرون أن تصريحات وزير الدفاع الجورجي كانت واضحة ومباشرة على الرغم من عدم تسمية العقيد الروسي ويرجحون احتمال أن يكون ضابطاً سابقاً من أصل داغستاني أو شيشاني يعمل مع المقاتلين في إطار العمليات المختلفة في مناطق القفقاس سيما وأن جورجيا امتنعت عن تقديم الملجأ والمأوى للمقاتلين الشيشان الذين كانوا في وادي باكينسك .