وصفت طهران المعلومات الاميركية عن تواجد عناصر من "القاعدة" في إيران بأنها "قديمة وتفتقد الى الدقة، وغير صحيحة"، فيما دار تساؤل عن علاقة بين المجموعات السنّية المتشددة شرق إيران وكل من أسامة بن لادن و"طالبان"، وذلك بحسب تصريحات لوزير الاستخبارات الإيرانية علي يونسي الذي كان اتهم واشنطن "بدعم المجموعات الارهابية الإيرانية"، فيما حرص القائد العام للحرس الثوري رحيم صفوي على طمأنة دول الجوار بالقول إن إيران تنشد سلاماً دائماً في المنطقة. قالت الخارجية الإيرانية ان المعلومات التي قدمتها واشنطن الى طهران في شأن الهاربين من عناصر تنظيم "القاعدة" هي "معلومات قديمة، وغير صحيحة، وتفتقد الى الدقة ولا يمكن الاستفادة منها". وأضاف حميد رضا آصفي الناطق باسم الخارجية ان "إيران بذلت جهوداً حثيثة ولا تزال، لمكافحة الارهاب ضمن اطار مسؤولياتها وقرارات المنظمة الدولية". وجاء موقف آصفي ردّاً على ما اعلنه المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى افغانستان خليل زاده الذي قال إن "واشنطن قدمت الى طهران تفاصيل عن بعض القضايا المتعلقة بأفغانستان والهاربين من القاعدة". وكانت ايران نفت عبر وزارات الخارجية والداخلية والاستخبارات وجود اي عنصر من "القاعدة" على الاراضي الايرانية، وطالبت الادارة الاميركية بتقديم المعلومات التي لديها كي يتم اعتقال اي عنصر فار من تنظيم القاعدة الى ايران". وكان عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني محسن تركاشوند اعلن امكان تسلل اعضاء من "طالبان" او "القاعدة" الى ايران، نظراً الى طول الحدود بينها وبين أفغانستان 900 كليومتر، وتخفّي فارين بين الافغان العائدين الى بلادهم مع استخدام هؤلاء جوازات سفر وتأشيرات دخول مزوّرة. واتهمت الحكومة الايرانية بشكل ضمني السلطات الباكستانية وخصوصاً اجهزة الاستخبارات وبعض فرق المهرّبين، بالقيام بإدخال عناصر من "القاعدة" الى ايران. وطلبت الحكومة الايرانية الى وزارة الخارجية اتخاذ الاجراءات اللازمة. المجموعات السنّية وظهرت تساؤلات جدية عن دور المجموعات الدينية السنّية المتشددة الموجودة في محافظة سيستان وبلوشستان الايرانية المحاذية لأفغانستانوباكستانجنوب شرقي. وترتبط هذه المجموعات ومنها حزب "الفرقان" بعلاقات وثيقة مع باكستان وحركة "طالبان" وبالتحديد مع المجموعات الدينية الباكستانية ك"جيش محمد" و"جند الصحابة". وكشف عن هذه العلاقة وزير الاستخبارات الايراني علي يونسي الذي وصف حزب "الفرقان" بأنه "حزب ارهابي ومسؤول عن اعمال العنف التي جرت في محافظة سيستان وبلوشستان خلال السنوات الاخيرة وهو حزب تلاحقه القوى الامنية الايرانية". وقال يونسي: "ان حزب الفرقان وسائر الفرق الارهابية في شرق ايران، مدعومة من القوى الارهابية الباكستانية مثل جند الصحابة وجيش محمد. كما كانت مدعومة من طالبان وتنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن، وهي مسؤولة عن وضع عدد من المتفجرات والأعمال الشريرة شرق ايران وأن كل اجهزة الاستخبارات تعرف ذلك". ونفى الوزير الإيراني وجود اي عنصر من القاعدة على الاراضي الايرانية، وتحدث اخيراً عن تفكيك شبكات عدة لتهريب الاشخاص من افغانستانوباكستان الى ايران. واتهم الادارة الاميركية بدعم مجموعات ارهابية ايرانية. وقال: "ان لدى بلاده مستندات تؤكد هذا الاتهام". الحرس الثوري على صعيد آخر، دخل قائد الحرس الثوري اللواء رحيم صفوي على خط طمأنة الدول المجاورة في شأن نيات قواته تجاهها، وقال: "ان ايران والدول المجاورة لها ينشدون سلاماً وأمناً دائماً ومستقراً". وأوضح "ان ايران ليست كالعراق ولا افغانستان وأنها تملك دوراً مصيرياً في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، وهي تدعم ايضاً السلام الاقليمي والدولي". وجاءت هذه المواقف بمثابة تصحيح لموقف تهديدي كان صدر عن نائب القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد باقر ذو القدر، وتوعد فيه ب"إحراق النفط في كل منطقة الخليج إذا تعرضت إيران الى ضربة اميركية ومنع تصدير النفط الايراني". وكان عشرون نائباً اصلاحياً طلبوا تقديم توضيحات من وزيري الدفاع والخارجية في شأن هذه التصريحات ورأوا فيها تهديداً للمصالح القومية الايرانية.