طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» – شيّعت إيران أمس قادة «الحرس الثوري» الذين قُتلوا في التفجير الانتحاري الذي استهدفهم في إقليم سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلد الأحد الماضي، مكررة تأكيدها ارتباط جماعة «جند الله» التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير، ب«أجهزة استخبارات بعض دول المنطقة والقوات الأجنبية الموجودة فيها، وخصوصاً في باكستان وأفغانستان».وذكر التلفزيون الإيراني 15 من أعضاء «الحرس الثوري» قتلوا في التفجير، بينهم الجنرال نور علي شوشتري نائب قائد القوات البرية في «الحرس» والجنرال رجب علي محمد زاده قائد «الحرس» في سيستان بلوشستان. وشارك الآلاف في التشييع في قاعدة ل «الحرس» في طهران، وحيث لُفت نعوش قادة «الحرس» بالعلم الإيراني. ورفع المشاركون وغالبيتهم ارتدوا زياً عسكرياً، صوراً للقتلى وللمرشد علي خامنئي. ورُفعت يافطة كُتب عليها: «خامئني، نحن مستعدون للشهادة». وحضر التشييع قادة بارزون في القوات المسلحة، بينهم الجنرال محمد علي جعفري قائد «الحرس الثوري» وسلفه الجنرال يحيي رحيم صفوي ووزير الدفاع السابق الأميرال علي شمخاني. وقال رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي، في رسالة قُرئت خلال التشييع، إن «استشهاد القائد شوشتري أضاف صفحة سوداء الى الملف الإرهابي للولايات المتحدة وإسرائيل». وأكد قاسم سليماني الذي يقود «قوة القدس» التابعة ل «الحرس الثوري» إن التفجير يزيد من إصرار «الحرس» على الدفاع عن قيم الثورة الإسلامية. وقال: «نحن منظمة تنتظر الشهادة. الجيش الأميركي مُني بهزيمة. حين شعروا بأنهم يُهزمون، حاولوا افتعال مواجهة بين المسلمين، عبر مؤامرات دينية وقبلية». أما حسين سلامي نائب قائد «الحرس الثوري» فأكد أن «الحرس سيلاحق الإرهابيين الذين يقفون وراء هذا الهجوم وخصوم الأمة الإيرانية ويعاقبهم، أياً كانوا وفي أي مكان كانوا». في الوقت ذاته، نقلت وكالة «فارس» عن محمد مرضية المدعي العام في زاهدان كبرى مدن إقليم سيستان بلوشستان، تأكيده «تحديد هوية الإرهابي» الذي نفذ التفجير الانتحاري، مضيفاً ان السلطات ما زالت تسعى الى القبض على «مرافقين» له. وتابع: «لأسباب أمنية لن أكشف عن أسمائهم بالتفصيل، لكن الإرهابيين إيرانيون، ومرافق الانتحاري لم يعتقل بعد». وأعلن توقيف ثلاثة أشخاص في إحدى مدن الإقليم، يشتبه بتورطهم في التفجير، مضيفاً أن «التحقيق ما زال جارياً». ونقلت وكالة «فارس» عن قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم قوله إن «خططاً أمنية خاصة ستُطبق في سيستان بلوشستان، وعلى الدول المجاورة أن تشعر بالمسؤولية». في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن «نتائج التحقيقات تبين أن للأشرار ارتباطاً بأجهزة استخبارات بعض دول المنطقة والقوات الأجنبية الموجودة فيها، وخصوصاً في باكستان وأفغانستان». وقال إن «الأشرار يقيمون على الأراضي الباكستانية ويتسللون عبر حدود الجمهورية الإسلامية»، مضيفاً أن لبلده «أدلة ومؤشرات على صلة جماعة عبد الملك ريغي الإرهابية بالاستخبارات الغربية». وأكد ضرورة «إخماد نار الفتنة التي تستهدف إيران، عبر التعاون مع الجانب الباكستاني»، معتبراً أن «نتائج التعاون بين إيرانوباكستان ستنعكس بوضوح مستقبلاً، حول العناصر الإرهابية». ورداً على سؤال حول احتمال تنفيذ إيران عمليات عسكرية داخل الأراضي الباكستانية لمطاردة عناصر «جند الله»، أجاب متقي: «حاولت الحكومة الباكستانية على مدى سنة، إبداء بعض التعاون مع الجمهورية الإسلامية في مجال مواجهة الأشرار. وفي هذا الإطار، سُلّمت إيران بعض الأشرار الذين أُلقي القبض عليهم داخل باكستان، وثمة الآن مجموعة أخرى من الأشرار داخل السجون الباكستانية». وشدد على أن «من أولويات إيران ضمان أمن حدودها، وألا تسمح بتعريض مناطقها للتهديد»، مؤكداً أن رد طهران «على من يعتدي على حدودها وشعبها، سيكون صاعقاً ورادعاً». وقال إن «الجمهورية الإسلامية لن تسمح لأحد بالمساس بأمنها أو التطاول على حدودها»، مضيفاً: «يجب إطفاء مصدر نيران الفتنة، وقطع الأيدي التي تدعم الإرهابيين». أما وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي فحض «باكستان على تحديد موقفها من جماعة ريغي الإرهابية، في أسرع وقت ممكن». وقال إن وفداً إيرانياً سيتوجه الى باكستان «لتسليم السلطات وثائق دامغة تثبت تعاون ريغي مع الاستخبارات الباكستانية». الى ذلك، طالبت إيران مجلس الأمن بإدانة التفجير. وقال المندوب الإيراني لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي في رسالة وجهها الى المندوب الفيتنامي لي لونغ مينه الرئيس الحالي لمجلس الأمن: «تتوقع الجمهورية الإسلامية أن يرد مجلس الأمن على هذا الهجوم الإرهابي، بإدانته في أشد التعابير». وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية عازمة على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمقاضاة» جماعة «جند الله». وزاد: «نتوقع أن يدعم المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول المجاورة، التزاماتها الدولية في هذا الشأن».