طهران – قناة «العالم»، وكالة «فارس» – أعلن «الحرس الثوري» الإيراني أمس، أن باكستان «لم تبدِ أي تعاون» مع طهران حول جماعة «جند الله» التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي أوقع أكثر من 40 قتيلاً في محافظة سيستان بلوشستان الأحد الماضي، مؤكداً أن إسلام آباد لا تسيطر على حدودها. ونقلت قناة «العالم» عن الجنرال محمد باكبور قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» قوله إن «إيران تملك وثائق ومستندات كثيرة تدل على تجهيز وتسليح وتدريب المجموعات الإرهابية، من قبل بعض الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية»، مضيفاً أن هذه الوثائق قُدمت الى الحكومة الباكستانية التي «تتعاون معنا من الناحية الأمنية، ولكنها لم تبدِ أي تعاون بالنسبة الى جماعة ريغي الإرهابية ولم تتخذ أي خطوات عملية في هذا المجال». وزاد: «نريد من الآن وصاعداً ألا تكون باكستان ملجأً آمناً للإرهابيين والأشرار». وأكد أن «الحرس الثوري سيخرج هذه الجماعة الإرهابية من مخابئها ويقضي عليها»، مشيراً الى ان «الحدود الشرقيةالإيرانية تصل الى 1400 كيلومتر ولا يمكن بناء جدار عازل للسيطرة عليها كما يحدث في دول عدة». وانتقد باكبور الحكومة الباكستانية بسبب عدم سيطرتها على حدودها مع إيران، قائلاً: «ليست هناك أي مراقبة على الحدود الباكستانية والباكستانيون لا يسيطرون على حدودهم». وتابع: «لا دولة في العالم تتمتع بالأمن الذي تتمتع به إيران، وتفجير شخص نفسه ليس بمعنى وجود حالة انعدام الأمن في البلد. سبب انعدام الأمن في بعض دول المنطقة هو وجود القوات الأجنبية فيها، سواء في العراق أو أفغانستان أو باكستان». وأشار الى أن «الحرس وظّف كل أجهزته الاستخباراتية للحصول على معلومات حول المجموعات الإرهابية، لمنع العمليات الإرهابية التي حدثت أخيراً في سيستان بلوشستان». وكان رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني اعتبر أن «الموقف الأميركي المعلن عن عدم وجود علاقة مع جماعة جند الله الإرهابية، ليس كافياً». وقال بعد عودته الى طهران من جنيف حيث شارك في اجتماع اتحاد البرلمانات الدولي: «لا يمكن لواشنطن أن تبرر موقفها من هذه الجماعة، عبر التلاعب بالألفاظ». وأضاف أن «من يستغلون شعار مكافحة الإرهاب، هم من يدعمون هذه الأعمال من وراء الستار»، معرباً عن «أسفه» لأنه «شاهد أدلة على تورط أميركا في الأعمال الإرهابية الأخيرة التي وقعت في إيران، وعليهم توضيح سبب ارتكاب هذه الأعمال». أما رئيس القضاء في سيستان بلوشستان إبراهيم حميدي فتوقع اعتقال «العناصر الإرهابية قريباً، نظراً الى رؤوس الخيوط التي حصلت عليها الجهات المعنية».