فيينا – أ ب، رويترز - توترت مجدداً العلاقات بين طهران وإسلام آباد، بعد مقتل موظف بارز في القنصلية الإيرانية في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان. ودانت إسلام آباد هذه «الجريمة الشنعاء»، فيما دعت إيران الى تأمين حماية أكبر لديبلوماسييها في باكستان، ما أعاد الى الأذهان اتهام طهران الاستخبارات الباكستانية بتأمين رعاية لجماعة «جند الله» التي تشن هجمات ضد أهداف إيرانية، تكاد تزعزع العلاقات بين الدولتين. وقالت مصادر أمنية باكستانية إن مسلحين على دراجة نارية، أطلقوا النار على أبو الحسن الجعفري مسؤول العلاقات العامة في القنصلية الإيرانية في بيشاور، مشيرة الى انه توفي في مستشفى عسكري متأثراً بجروحه. وكان الجعفري (52 عاما) وهو باكستاني شيعي، عمل صحافياً في عدد من الصحف الباكستانية، قبل أن يلتحق بالعمل الإعلامي مع حكومة إقليم بيشاور، ومن ثم انضم الى العمل في القنصلية الإيرانية في المدينة. وأشارت تقارير الى «دور بارز» للجعفري في إطار وظيفته مسؤولاً عن العلاقات العامة للقنصلية، في حين لم تتبنَ أي جهة الهجوم، لكن مسؤولين أمنيين رجحوا تورط المجموعة ذاتها التي خطفت في بيشاور في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، ديبلوماسياً إيرانياً لا يزال مصيره مجهولاً. كما يربط هؤلاء العملية بخطف سفير أفغانستان المعيّن في بيشاور العام 2008، وبقتل عامل إغاثة أميركي العام الماضي وإطلاق النار على سيارة تقلّ ديبلوماسيين أميركيين في المدينة. ودان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي «الجريمة الشنعاء» أمس، مؤكداً ضرورة محاكمة مرتكبيها. أما علي عباس عبدالله القنصل العام الإيراني في بيشاور، فاعتبر أن الهجوم «يستهدف إثارة توتر في العلاقة بين البلدين»، فيما وصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست الحادث ب «العمل الإرهابي وغير الإنساني»، داعياً باكستان الى ضمان «حماية أفضل لكل المكاتب الديبلوماسية الإيرانية» على أراضيها. ودانت السفارة الأميركية في إسلام آباد الحادث، معتبرة انه «يشكل تكتيكاً جديداً لدى المتطرفين لعزل باكستان عن أنصارها في المجتمع الدولي». لكنها أكدت أن هذه المحاولات «لن تنجح». وجاء الحادث ليصب الزيت على نار العلاقات الإيرانية - الباكستانية المتوترة منذ أكثر من شهر تقريباً، بعد تنفيذ جماعة «جند الله» عملية انتحارية في ولاية سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران، أسفرت عن مقتل 42 شخصاً بينهم 15 من «الحرس الثوري». واتهمت إيرانباكستان والقوات الأميركية والبريطانية في أفغانستان بالمسؤولية عن الحادث، ودعم جماعة «جند الله» التي يؤكد الإيرانيون أن قادتها بمن فيهم زعيمها عبدالملك ريغي، يقيمون في باكستان وأنهم على صلة بالاستخبارات الباكستانية التي «تدربهم وتسلحهم وتخطط لعملياتهم». لكن إسلام آباد نفت إيواء الجماعة وزعيمها، كما عمدت إلى تسليم طهران عدداً من الإيرانيين المقيمين في باكستان، إضافة إلى إعادتها عناصر من «الحرس الثوري» دخلوا الأراضي الباكستانية «خطأ» أثناء تعقبهم مهربين على الحدود بين البلدين، كما أعلنت السلطات الإيرانية في حينه.