استقبل الرئيس محمد حسني مبارك في مدينة شرم الشيخ أمس وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً ضمن جولة في المنطقة تشمل السلطة الفلسطينية وإسرائيل بهدف تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكد فيشر في تصريحات للصحافيين عقب المقابلة أنه لا يوجد انشقاق في صفوف الدول الأوروبية إزاء سبل عملية السلام، مشيراً إلى أن هناك مناقشات مفتوحة دائماً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كما أن هناك موقفاً أوروبياً موحداً في هذا الصدد. وأضاف أنه سيتوجه إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية في إطار هذا النشاط الأوروبي، كما أن خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي بصدد القيام بجهد مماثل، وبالتالي فإن الموقف الأوروبي موحد يناقش دائماً الأفكار المستقبلية. واشار إلى أنه مع ذلك فإن الاميركيين يتولون قيادة عملية السلام وأن الأمر يتطلب مسعى الأطراف الأخرى وأن مصر والأردن والاتحاد الأوروبي يشكلون جانباً من هذه العملية وبالتالي فإن من المهم وجود عمل دولي. ورداً على سؤال عما إذا كانت الانتقادات الاميركية للافكار الأوروبية الأخيرة في شأن السلام في الشرق الأوسط ستضعف الدور الأوروبي، قال وزير الخارجية الألماني إنه لا يرى أي انتقادات من الجانب الاميركي، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالاً بوزير الخارجية الاميركي كولن باول يظهر أنهما يسيران في اتجاه واحد وأن الجميع يسعى لوقف العنف والعودة إلى المفاوضات. وأشار فيشر إلى وجود خلافات بين أوروبا والولايات المتحدة في شأن تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش حينما قسم العالم إلى دول تمثل محور الشر ودول طيبة. وقال الوزير الالماني: "نعتقد أن الائتلاف الدولي ضد الإرهاب يعد ناجحاً للغاية ويجب مواصلته ويجب أن نحارب الإرهاب الدولي. ومن ناحية أخرى يجب أن نتوخى جانب الحذر إزاء الاتجاه الجديد". واضاف: "إنني أعتقد أن على العراق أن يلتزم تماما قرارات مجلس الأمن الدولي ويفتح حدوده للمفتشين الدوليين وهي الخطوة التي يجب أن تتم". ومن جانبه وصف وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر الدور الألماني خصوصاً والأوروبي عموماً بأنه مهم لمواجهة خطورة الموقف في الشرق الأوسط، وأضاف: "اننا نحتاج إلى أفكار جديدة باستمرار والبحث عن وسيلة للخروج من هذا المأزق، أو على حد تعبير الوزير الألماني إيجاد المفتاح"، وقال: "لذلك فإننا نرحب بكل الجهود التي تبذل في هذا الشأن ونؤيدها". وأكد ماهر أنه مع ذلك فإن توصيات جورج ميتشل وتقرير تينيت لا يزالان هما المطروحان، مشيراً إلى أن حديث وزير الخارجية الألماني عن ضرورة وجود وسيلة أو مفتاح إنما يقصد به تفعيل ما هو موجود بالفعل. وقال: "إن الجانب الفلسطيني حريص على التقدم حتى نصل إلى المفاوضات النهائية وبالتالي فإن أية أفكار تساعد على الوصول لذلك تحظى بترحيب الفلسطينيين". وأضاف أن الوزير الألماني يرى أنه يجب على الأطراف المعنية الاستمرار في التشاور حتى يتسنى العثور على الوسيلة للخروج من هذا المأزق من خلال تنفيذ توصيات ميتشل وخطة تينيت ثم مفاوضات الوضع النهائي السياسية نظراً لأن ذلك هو الذي سيحقق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وكان الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى التقى فيشر مساء أول من أمس عقب وصوله إلى القاهرة في إطار جولة في الشرق الأوسط. وعقب اللقاء عقد موسى وفيشر مؤتمراً صحافياً مشتركاً أكد فيه موسى تقديره للدور الأوروبي، لافتاً إلى أن هذا لا يستبعد الدور الاميركي "الذي ما زلنا نعتقد أنه مهم ويجب تطويره لخدمة أهداف تحقيق السلام في المنطقة". كما أكد موسى أهمية تضافر كل الجهود للدفع بحوار الحضارات والبعد عن الحديث عن صراع الحضارات، مؤكداً على رفض كل الدول العربية والإسلامية الهجمة التي يحاول البعض شنها على الإسلام. ووصف فيشر محادثاته مع موسى بأنها مهمة وبناءة للغاية، وتأتي في إطار اهتمام أوروبي أكيد بدعم العلاقات والتشاور مع جيران أوروبا العرب.