سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" ان المقاومة ستشتد اذا احتلت اسرائيل المدن الفلسطينية مجدداً . البرغوثي للاسرائيليين : شارون عقاب لكم وليس لنا ولا تعون اننا نخوض حرب استقلال لكنس الاحتلال
حذّر الامين العام لحركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي الاسرائيليين من انعكاسات تصعيد الاحتلال قمعه للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخطط رئيس حكومتهم ارييل شارون لتقويض اركان السلطة الفلسطينية والمسّ برئيسها ياسر عرفات. وقال ان الاوضاع ستتدهور في الشهور الستة المقبلة على نحو خطير "وعندها قد تجدون ان فيلم الرعب الذي نعيشه، نحن وانتم منذ اكثر من عام ليس سوى مقدمة لمستقبل اسوأ. الاوضاع عندنا وصلت الى الهاوية وفي حال اقدمتم على اعادة احتلال المدن الفلسطينية، فستشهدون مقاومة حقيقية. حتى الآن المقاومة جاءت بسيطة ومتواضعة ولم نلجأ الى استعمال قوتنا الحقيقية. الآن لديكم عنوان تتوجهون اليه يتمثل في السلطة الفلسطينية، ولكن في حال اقدمتم على تقويضها فلن يكون لكم عنوان لابتزازه وستحصل مواجهة مفتوحة والدبابات الاسرائيلية لن تنعم بالهدوء كما هي الحال الآن". جاء تحذير البرغوثي في سياق مقابلة مطوّلة تنشرها كبرى الصحف الاسرائيلية "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر اليوم وتندرج في اطار الانفتاح الحاصل اخيراً في وسائل الاعلام العبرية بتمكين الفلسطينيين من مخاطبة الاسرائيليين بلغتهم على عكس مشهد التعتيم الذي طال اكثر من عام. وحرص المحاور الصحافي يغال سرينا على تقديم البرغوثي لقراء صحيفته كقائد فلسطيني شاب وطموح "براغماتي لا يلجأ الى لغة العربدة. ملم بما يدور في الساحة الحزبية الاسرائيلية ولم يفقد الامل بعد بامكان مصالحة حقيقية بين الشعبين". وتأخذ مسألة وضع البرغوثي على "لائحة المطلوبين" التي وضعتها اجهزة الامن الاسرائيلية وتواتر الحديث عن امكان تصفيته حيزاً واسعاً من المقابلة. وينقل الصحافي، الذي التقى البرغوثي في رام الله، ابتعاد الاخير عن منزله وتنقله المتواصل من مكان الى آخر خشية ان تطاله يد الغدر الاسرائيلية. ويضيف الصحافي، نقلاً عن مصادر اسرائيلية موثوقة ان مسؤوليين اوروبيين كباراً توجهوا سراً الى شارون وطالبوه بعدم اصدار اوامره باغتيال البرغوثي محذّرين من رد فلسطيني عنيف على عملية كهذه. ويزيد ان قادة جهاز الامن العام الذين، على رغم اتهامهم البرغوثي بالضلوع في "عمليات ارهابية" ضد اسرائيل يفضّلون الآن عدم المساس به متوقعين ان يصبح احد ابرز القياديين الفلسطينيين في المستقبل و"البراغماتي القادر على فرض سيطرته على رجاله". اما البرغوثي نفسه فيقول ان حياته "ليست في يدي شارون انما في يدي الباري" ويضيف: "شارون عقاب لكم وليس لنا. قادتكم يفتقرون الى الشجاعة التي تحلى بها رئيس الحكومة السابق اسحق رابين. انهم جيدون في شن الحروب، لكنكم تفتقرون الى قادة جيدين للسلام" مللنا ثرثرتكم عن السلام. الجميع عندكم يتحدث عن السلام… حتى الوزير المتطرف ليبرمان، لكنكم لا تتحدثون عن انهاء الاحتلال. تبحثون عن "الخوازيق" في كل مكان ولا تعون اننا نخوض حرب استقلال لكنس الاحتلال". وينصح البرغوثي قادة الدولة العبرية بعدم الاقدام على اغتياله ويقول: "اني على استعداد للتضحية بحياتي فهي ليست اغلى من حياة اطفال ضحّوا بها. لو تأكدت من ان اغتيالي وموتي سيشبع شهيتكم للدم الفلسطيني ويضع حداً للاحتلال لمتّ… انتم الخاسرون من اغتيالي… اسرائيليون ابريال كثيرون سيدفعون ثمناً باهظاً… انا شريككم لسلام حقيقي". ويحذّر البرغوثي من ان اغتيال اي ناشط فلسطيني يأتي بثلاثة استشهاديين محتملين على الاقل ويقول: "الاغتيال يعني بالنسبة الينا اعلانكم حرباً شاملة علينا. انكم تحاولون القضاء على قيادتنا. مناظر الاغتيال تدفع بشبابنا، وهم يرون اشلاء الجثث، الى الانتقام. الاغتيال هو من اختصاص المافيا. انكم تتصرفون مثل المافيا… ثم تتساءلون عن اسباب الكراهية". ويرى البرغوثي ان اغتيال رابين قتل عملية اوسلو ويقول: "اتفاقات اوسلو ليست خدعة لكن تطبيقكم لها هو الخدعة تحت غطائها ترعرع كل السوء. عام 1993 فتحنا صفحة جديدة مع الاسرائيليين. اعتقدنا اننا ذاهبون معاً الى سلام حقيقي ولكن اوضاعنا ساءت. فقد تم بناء وحدات سكنية في المستوطنات اكثر من مجموع ما تم بناؤه منذ الاحتلال. وتسألون لماذا اندلعت الانتفاضة عام 2000. اسألوا كيف صبرنا سبع سنوات حتى اندلعت". وينهي: "لم يكن لدى الفلسطينيين، ذات مرة، مثل هذا الاستعداد للمشاركة في عمليات انتحارية. هذا ناجم عن احباط وخيبة امل كبيرة. وعن فقدان الرجاء والامل. مجتمعنا يتوق للحياة الحريكة. الشباب مُجنّدون كلهم. اصدقاؤهم قُتلوا وثمة ضغط هائل يعيشونه. انهم لا يرون ضوءاً في آخر النفق".