اكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان التصعيد ضد الشعب الفلسطيني وقادته لم يحدد بسقف زمني ولن يتوقف "الا بعد ان يتم فرض نظام جديد في المناطق". وقال المعلق في الشؤون العسكرية في التلفزيون الاسرائيلي رون بن يشاي ان الهدف الاساس الذي وضعه رئيس الحكومة ارييل شارون نصب عينيه "تحويل السلطة الفلسطينية الى شرنقة وتجويفها وجعل رئيسها ياسر عرفات مجرد رمز اسمي". وتابع ان شارون يرى امكان تحقيق هذا الهدف من خلال ممارسة ضغط شخصي على عرفات ومقربيه مثل قصف مراكز القوة 17 وقواعدها واقتحام منزل أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي وتقويض رموز سيادة السلطة والحيلولة دون ان تكون اجهزتها الامنية قادرة على العمل بنجاعة. وزاد ان شارون لا يسعى الى ايجاد قيادة بديلة على غرار "روابط القرى" في الثمانينات انما الى البحث عن قادة ميدانيين محليين يكونون قادرين على اعادة النظام الى البلدات الخاضعة لسيطرتهم على "غرار ما حصل في بيت لحم واريحا والخليل وغيرها". ونقلت الاذاعة العبرية امس عن قادة عسكريين ارتياحهم الى نتائج العمليات العسكرية الاخيرة، واعتبرها قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية غرشون اسحاق "الاوسع والاشمل التي قام بها الجيش الاسرائيلي اخيراً، مضيفاً انها ستتواصل بناء لتعليمات المستوى السياسي. وعلى رغم التصريحات الصادرة عن المسؤولين الاسرائيليين عن عدم نيتهم المس بالرئيس الفلسطيني، قالت الاذاعة ان عدداً من الوزراء، وفي مقدمهم نائب رئيس الحكومة وزير المال سلفان شالوم، يطالب رئيس الحكومة بالمزيد من الخطوات التصعيدية ضد عرفات واصدار قرار رسمي بطرده و"عدم الاكتفاء بتقييد تحركاته". ولم يستبعد المعلّق السياسي في صحيفة "معاريف" العبرية بن كسبيت ان تقدم حكومة شارون على اقرار "طرد" الرئيس الفلسطيني في حال وقوع عملية عسكرية فلسطينية انتحارية جديدة. وكتب ان الاجراءات التصعيدية الأخيرة ضد عرفات واعتباره "خارج اللعبة" هي المرحلة الاولى قبل ابعاده. وتابع ان الحكومة قررت ان تتصرف "وكأن السلطة الفلسطينية غير موجودة والرئيس الفلسطيني غير موجود، آملة فعلاً بعدم وجودهما قريباً". وحسب كسبيت، فإن شارون بلغ الآن مرحلة حاسمة من تطبيق مخططه الكبير: انهيار اتفاقات اوسلو، وابعاد عرفات واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه عشية مؤتمر مدريد "ما يعني اعتبار عرفات ارهابياً وقاتلاً وليس شريكاً في عملية سلمية". وتابع ان الخطوط العريضة للعدوان الحالي تم وضعها في لقاء شارون والرئيس الاميركي قبل اسبوعين وغداة التفجيرات في القدس وحيفا وانه يمكن اعتبار الخطة العسكرية الحالية مشتركة للزعيمين. وزاد ان بوش طرح امام شارون خيارين اولهما شن عدوان منفلت على عرفات مع الاخذ بالحسبان امكان ان تكون النتائج وخيمة، او اتباع اسلوب "الضغط الزاحف" بدعم اميركي ونقلت عن بوش قوله: "تعال نمنح عرفات فرصة اخرى وفي حال لم تأت بنتائج نمارس عليه ضغوطاً فظة وانا ادعمك بكل قوة".