لندن - أ ف ب، أ ب - أمر القضاء البريطاني امس بالافراج احتياطياً عن الطيار الجزائري لطفي الرايسي الذي تشتبه الولاياتالمتحدة بضلوعه في تدريب منفذي هجمات 11 ايلولسبتمبر في الولاياتالمتحدة. وأمر القاضي تيموثي وركمان باطلاق سراح الرايسي المعتقل منذ 21 ايلول الماضي، معتبراً ان التهم الموجّهة اليه غير كافية لتبرير ابقائه في السجن. وافرج عنه احتياطياً حتى 28 اذار مارس المقبل. وستدفع عائلة الطيار الجزائري كفالة قيمتها عشرة آلاف جنيه استرليني 16 الف يورو. وفرض عليه القاضي ان يسلم جواز سفره الى السلطات القضائية وألاّ يحاول مغادرة البلاد. ويشكل هذا القرار نكسة للسلطات الاميركية التي تعتبر ان لطفي الرايسي البالغ من العمر 27 عاماً قد يتوارى عن الانظار في حال اطلاق سراحه، وهي لا تزال تطالب باسترداده من بريطانيا. وكانت وحدة مكافحة الارهاب في شرطة "اسكوتلنديارد" البريطانية، اعتقلت لطفي الرايسي بناء على طلب اميركي في منزله في منطقة بركشاير القريبة من مطار هيثرو الدولي، كما أكد ناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية. وتؤكد السلطات الاميركية التي تلاحق الرايسي انه حصل على شهادة قيادة طائرات في الولاياتالمتحدة بعدما اخفى ادانته سابقاً بالسرقة في المملكة المتحدة عام 1993، وخضوعه لجراحة في الركبة، ما يحول دون الحصول على شهادة طيران في الولاياتالمتحدة، وهما التهمتان الوحيدتان اللتان سيلاحق بسببهما. وقال القاضي وركمان بعد الاعلان عن قراره ان "لا شيء يدل على ان اتهامات بالارهاب ستوجه اليه الرايسي في المستقبل القريب". وذرف المتهم دموعاً بعد الاعلان عن اطلاق سراحه في حين صفق افراد عائلته الذين كانوا في قاعة المحكمة. واعتبر محامي الدفاع عن الرايسي هيوغو كايث ان بقاء موكله يوماً اضافياً في السجن هو "اهانة للعدالة". واكد كايث ان موكله "ليس متعصباً، فهو متزوج من امرأة كاثوليكية". وقالت زوجته صونيا: "نعتقد ان العدالة اخذت مجراها"، ووجهت رسالة الى مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي جاء فيها: "اعتقلتموه بتهمة الارهاب. ولكن لماذا تصرون على ترحيله من بريطانيا بسبب تهم بسيطة؟ لا بد من اسقاط التهم". وقال شقيقه محمد انه سيطلب اعتذاراً من مكتب التحقيقات الفيديرالي. وأضاف "سنطلب منهم ان يقولوا للعالم ان هذا الرجل بريء لأنهم دمروا حياته ودمروا احلامه. امضى خمسة اشهر في الاعتقال وهو سيقرر الآن ماذا سيفعل. اما انتم الصحافيون فيتوجب عليكم ان تقولوا للعالم ماذا جرى اليوم وتنفوا ما قلتموه سابقاً". اما والدته ربيعة الرايسي فشكرت القاضي البريطاني "لايقافه الفضيحة واتخاذه القرار الصائب"، وقالت "ليس لابننا اي علاقة بكل هذه الامور. سنقاوم حتى النهاية. ابننا لم يفعل شيئاً. هو خارق الذكاء وأحب دائماً الطيران". وأكدت والدة لطفي الرايسي ان ابنها "ضحية دينه وجنسيته. لقد عانينا الكثير وتوقفت حياتنا عندما اعتقلوا ابننا".