لندن - "الحياة"، أ ب - بدأت السلطات الأميركية أمس رسمياً اجراءات تسلّم طيار جزائري مُتهم بأنه درّب بعض الخاطفين الانتحاريين الذين صدموا بطائرتهم المخطوفة يوم 11 ايلول سبتمبر الماضي مبنى وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون. لكن المدعين قالوا أمس أمام محكمة بلمارش، جنوبلندن، ان واشنطن لا تسعى الى تسلّم الطيار لطفي رايسي 27 عاماً بتهم تتعلق باعتداءات 11 ايلول، بل بتهم تتعلق بتقديمه معلومات كاذبة في طلبه الحصول على رخصة طيار في الولاياتالمتحدة. واعتُقل رايسي في لندن في 21 ايلول. وهو ينفي اي صلة له بالإرهاب. وقال مدعون ان الشاب الجزائري قام برحلات عدة الى الولاياتالمتحدة في الصيف الماضي ودرّب بعض المشتبه في ضلوعهم في عمليات الخطف الانتحارية. وأضاف المدعي البريطاني بول وورنر، مُمثلاً السلطات الأميركية، انه تلقى طلب التسلّم من الولاياتالمتحدة الجمعة. وأوضح ان الطلب يتضمن تهمتين الى رايسي أمام هيئة محلّفين كبرى تنصان على انه قدّم معلومات غير صحيحة في طلبه الحصول على رخصة طيار لإدارة الطيران الفيديرالية. ويُزعم انه كذب في إدانته بالسرقة وأغفل ذكر خضوعه لعملية جراحية في ركبته. وزاد وورنر ان السلطات الأميركية تريد اتهامه ب11 تهمة تتعلق بتزويره طلبات هجرة. وأُعلنت الاتهامات بعد ظهر أمس في واشنطن. وتابع المدعي البريطاني شارحاً سبب معارضته طلب تخلية المتهم، ان المحققين الأميركيين يعتقدون ان رايسي درّب في مدرسة طيران هاني حنجور الذي يُزعم انه قاد طائرة "أميريكان إيرلاينز" الرحلة 77 وانزلها فوق مبنى "البنتاغون". وقال: "واضح ان ايجاد دليل يدعم ذلك يحتاج الى بعض الوقت". وكشف وورنر أيضاً ان الولاياتالمتحدة تملك دليلاً يربط رايسي، عبر شخص آخر، بخلية جزائرية مرتبطة بشبكات تنظيم "القاعدة" الذي يقوده أسامة بن لادن. وكان المدّعون قالوا في جلسة للمحكمة في ايلول الماضي انه يُعتقد ان رايسي كان المدرّب الرئيسي لخاطفي الطائرة التي تحطمت فوق "البنتاغون"، وان القضاء الأميركي يدرس توجيه تهمة القتل اليه. وأشاروا الى شريط فيديو صادرته الشرطة يظهر فيه رايسي مع حنجور. لكن هيوغو كيث، محامي رايسي، قال في جلسة المحكمة أمس انه ثبت منذ ذلك الحين ان حنجور لم يكن هو الشخص المعني. واتهم المدعين بأنهم "لم يستطيعوا اظهار دليل" ضد موكله، معتبراً طريقة معاملته على يد الحكومة الأميركية "فظيعة". وقال ريتشارد إيغان، وهو محام آخر يدافع عن رايسي، ان موكله يعتزم الطعن في قرار رفض إخلاء سبيله. ومددت المحكمة سجن المتهم حتى 14 كانون الأول ديسمبر المقبل. الى ذلك "الحياة" مثل أمام محكمة بلمارش أمس جزائري آخر هو مصطفى لبسي 32 عاماً مطلوب في فرنسا بتهمة الضلوع في مؤامرة مزعومة لتنفيذ هجوم بقنبلة على قمة الدول الكبرى السبع في مدينة ليل قبل خمس سنوات. كذلك مثل جزائري آخر هو عمّار مخلوليف 37 عاماً أمام المحكمة بناء على طلب أميركي لتسلمه بتهمة الضلوع في مؤامرة لتفجير مطار لوس انجيليس عشية احتفالات الالفية نهاية العام 1999.