في مثل هذه الأيام منذ اثنين وخمسين عاماً كنت خرجت من معتقلات فاروق في الطور وابوقير، ضائعاً موزع اللب، وقد فقدت إيماني للمرة الثانية. وعندما رأيتك عندئذ - والآن - جميلة حتى مشارف الأمل، رهيفة ورقيقة ويانعة، ضربتني صاعقة الحب، ومازالت. هل كنت ابتسمت لهذا الغريب فشلّت الروح؟ مازلتِ حتى الآن - وإلى نهاية العمر وربما بعد ذلك - هذا النور الذي يغمر حياتي، ويعطي لها - مع الكتابة - معنى. طوّفت معكِ أصقاع الارض، من قمة كاليمانغارو تحت تهطال المطر الاستوائي الدافئ الى سهوب ألون بانور في منغوليا حين شربنا معاً لبن الفرس المحيي، من كورنيش هافانا حيث تذكرنا معاً شاطئ الاسكندرية السحري الى مغاني ألما آتا في كازاخستان، وميادين طشقند التي تشبه ميادين طنطا، ومن حرّ القلعة الحمراء في دلهي الى ثلوج الميدان الاحمر في موسكو وكنائسها العتيقة وصروحها الوثنية، ولكن الأهم يا حبيبتي أنني طوّفت في مناحٍ من الروح وساحات في الجسد ما كان لي أن أُلم بها من غيرك، صعدتُ قمماً من الخيال وتحدّرت الى وهادٍ من أرض الواقع كنتِ لي فيها ومازلت شعاع النور من فاروس العجائبية، يطمئن اليه الضارب في يمّ مغامرة الفن التي لا تنتهي لُججه إلى شاطئ. حبيبتي.. اليوم في عيد الحب أقول لك ببساطة: أحبك. كاتب مصري