أشارت المعلومات التي توافرت بعد اقفال صناديق اقتراع الانتخابات الرئاسية في صربيا مساء امس، الى تقدم كبير للرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا على منافسيه فويسلاف شيشيلي وبوريسلاف بيليفيتش، فيما ذكرت المعلومات نفسها ان مشاركة الناخبين كانت ضعيفة ومن الصعب ان تحقق نسبة الخمسين في المئة المطلوبة لاعتبار العملية مستوفية الشروط القانونية. وأسهمت في قلة اقبال الناخبين على التصويت اسباب عدة، في مقدمها خيبة الأمل الشعبية من تخلي السياسيين عن وعودهم بتحقيق اصلاحات اقتصادية وأمنية واجتماعية، الأمر الذي جعل اكثر من 40 في المئة من الناخبين لا يبالون بالانتخابات. كما لم يدل نحو 13 في المئة من الناخبين بأصواتهم نتيجة مقاطعة الأحزاب المؤيدة لرئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش، المتعمدة لإفشال الانتخابات، اضافة الى سوء الأحوال الجوية وتساقط الثلوج وبغزارة في انحاء صربيا وكوسوفو امس، ما حال دون وصول كبار السن والمرضى الى مراكز الاقتراع. وسيحقق إلغاء هذه الانتخابات هدف رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش في عدم وجود معارض له في رئاسة الجمهورية، بعدما تعذر عليه ايصال مؤيد له الى الرئاسة من طريق الانتخابات، إذ ستتولى المنصب بالنيابة، اعتباراً من مطلع العام المقبل، رئيسة البرلمان الصربي ناتاشا ميتشيتش من حزب جينجيتش مدة ثلاثة اشهر، يُدعى خلالها قانوناً الى انتخابات جديدة. وقد تواجه الانتخابات البلدية، مشكلة النصاب القانوني ايضاً، ما يتطلب استمرار ميتشيتش في تولي الرئاسة بالنيابة لفترة اخرى، إذا لم تحصل ضغوط اوروبية على جينجيتش ترغمه على اصدار قرار من البرلمان بإلغاء شرط مشاركة اكثر من نصف عدد الناخبين في الجولة الأولى. وتعاني صربيا منذ اطاحة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش قبل عامين، من عدم وجود رئيس فعلي، ذلك ان ميلان ميلوتينوفيتش الذي استمر رئيساً، بقيت مهماته مجمدة بسبب انتمائه الى حزب ميلوشيفيتش وملاحقته من محكمة لاهاي. ويؤثر عدم التمكن من انتخاب رئيس جديد سلباً، على استقرار البلاد التي تحتاج الى جهة تنفذ قرارات حاسمة في شأن مشكلة كوسوفو ومساعي استمرار الاتحاد بين صربيا والجبل الأسود، ما يبقي الأمور مضطربة لحين حسمها في انتخابات برلمانية عادية بعد نحو عامين.