نيروبي، مومباسا كينيا - أ ف ب - عثرت فرق إزالة الالغام في الجيش الكيني امس على احد الصاروخين اللذين اطلقا في 28 تشرين الثاني نوفمبر الماضي على طائرة اسرائيلية بعيد اقلاعها من مطار مومباسا على الساحل الكيني. وأخطأ الصاروخان الطائرة التي كانت تقل 261 سائحاً اثر انتهاء عطلتهم في كينيا، وتمكنت الطائرة من الهبوط سالمة في اسرائيل. واعلن رئيس المحققين الكينيين وليام لنغات ان "الشرطة عثرت على الصاروخين في حقل للذرة على بعد 10 الى 12 كلم من موقع اطلاقهما" قرب مطار مومباسا. وقال "عثر على صاروخ لم ينفجر مدفون في الارض وعثر على جزء من الصاروخ الثاني الذي انشطر الى قسمين". واضاف "سنستخدم الصاروخين لتحديد مصدرهما ومكان انتاجهما وللحصول على تفاصيل اخرى". وامضى خبراء الالغام الذين كانوا يتناوبون العمل عبر مجموعات من اربعة عناصر كل عشر دقائق بسبب الحر الخانق، ساعات عدة صباح امس، لاخراج أحد الصاروخين تدريجاً من تراب الحقل في نجيندو، القرية الصغيرة الواقعة على بعد 17 كلم تقريباً شمال غربي مطار مومباسا الدولي. وحضر العملية حوالى اربعين مسؤولاً رسمياً بينهم مفوض الشرطة في منطقة كيليفي، جون اكيزا ومراقب غربي يتكلم الانكليزية بلكنة اميركية. فيما طلب من الصحافيين البقاء جانباً. ووضع الصاروخ بعد اخراجه من التراب في كيس شفاف من البلاستيك وتفحصه الخبراء بدقة عن قرب، واخذت له صور من كل الجهات قبل نقله الى مومباسا. وعلى رغم توجيه اصبع الاتهام الى تنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء اعتداءات عدة في افريقيا، خصوصاً تعتداءات مومباسا وجربة تونس اضافة الى اعتقالات جرت في المغرب فان الادلة الملموسة على وجود علاقة رسمية لتنظيم اسامة بن لادن وهذه الهجمات في افريقيا نادرة. والمثال اللافت على هذه الاتهامات التي لا تستند الى ادلة رسمية، على الاقل في الصحف، الهجوم المزدوج ضد الاسرائيليين قرب مومباسا جنوب شرقب كينيا الذي اوقع 16 قتيلاً: عشرة كينيين وثلاثة اسرائيليين اضافة الى الانتحاريين الثلاثة. فبعد بضع ساعات من الهجوم بالسيارة المفخخة على فندق في مومباسا واطلاق صواريخ على طائرة اسرائيلية، وجه عدد من الخبراء في الارهاب الاتهام الى "القاعدة" مذكرين بانها نفذت سابقا ضربات عام 1998 في نيروبي. ولم يستبعد نائب الرئيس الكيني موياليا مودافادي هذه الفرضية لدى زيارته لموقع الهجوم. وبعد ساعات وجه مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته الاتهام الى حركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية المعروفة بانها قريبة الى "القاعدة" ولكن من دون تقديم اي دليل على صحة هذه الاتهامات. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في الاول من كانون الاول اكتوبر ان "الشكوك في القاعدة تتعزز" مقراً في الوقت نفسه بأنه "لا يملك ادلة ملموسة على تورط" هذا التنظيم. وفي اليوم التالي، نشر موقع انترنت اسلامي بياناً مفاده ان "القاعدة" تتبنى الهجوم المزدوج لكن لم يتم التحقق مما اذا كان النص صادراً فعلاً عن "القاعدة". وفي الرابع من كانون الاول، اكد الرئيس جورج بوش هذه الشبهات قائلاً "اعتقد بأن القاعدة متورطة في الهجمات الافريقية في كينيا" لكنه لم يقدم اي دليل يؤكد ذلك. وفي كينيا، يوجد 14 معتقلا يجري استجوابهم حتى اليوم في اطار التحقيق في هجومي 28 تشرين الثاني. ولم يكتشف وجود أي علاقة فعلية ل"القاعدة" حتى الآن. اما الملف الافريقي الاخر الذي تتهم فيه "القاعدة" من دون اي دليل قاطع هو الاعتقالات التي جرت في الربيع الماضي في المغرب والتي شملت 10 اشخاص. ويقدم المحققون هؤلاء الاشخاص على انهم اعضاء في "خلية نائمة" في شبكة بن لادن كانوا يخططون لتنفيذ عدد من العمليات الانتحارية، خصوصاً ضد سفن غربية تعبر مضيق جبل طارق. ولم يقدم حتى اليوم اي دليل على وجود علاقة ل"لقاعدة" بالحادث باستثناء "اعترافات" يرجح ان يكون احد هؤلاء ادلى بها خلال التحقيق الامر الذي نفاه المحامون رسمياً متهمين الشرطة بتعذيب موكليهم.