بمشاركة اكثر من 300 خبير ومختص استضافت العاصمة العمانية مسقط من 22-24 كانون الأول ديسمبر مؤتمراً دولياً لتطوير التعليم الثانوي تحت عنوان "التعليم الثانوي من اجل مستقبل افضل التوجهات والتحديات والاولويات". نظمت المؤتمر وزارة التربية والتعليم بالسلطنة بالتعاون مع منظمة اليونسكو. جاء المؤتمر، كما اكد وزير التعليم العالي يحيى المنذري، "ليبحث في التوجهات والتحديات والاولويات المتعلقة بالتعليم الثانوي من اجل مستقبل افضل للشبيبة في المرحلة التعليمية هذه التي تمثل منعطفاً مهماً في التخطيط لتنمية الموارد البشرية". ان هذا اللقاء الذي يضم نخبة من المفكرين والتربويين من شتي انحاء العالم لن ينفض الا بعد ان تبلغ هذه الظاهرة الفكرية والعلمية غاياتها وتقق اهدافها. وقسم مدير عام اليونسكو كوشيرا ماتسورا العملية التعليمية الى ثلاث مراحل هي: الأساسي ومرحلة التعليم الثانوي ومرحلة التعليم العالي، مشيراً الى دور منظمة اليونسكو في دعم المؤتمر. أما المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج سعيد بن محمد المليص فقال ان تطوير نظام التعليم الثانوي أضحى مطلباً ملحاً في المجتمع حيث اصبح من الضروري العمل على أن يجتاز الطالب هذه المرحلة، مشيراً إلى أن التعليم الثانوي يعاني من تدني المستوي النوعي مهنياً. وقد طرحت على مدى السنوات الماضية عدة آليات وصيغ ونماذج لتطوير التعليم الثانوي، الذي لا يزال دون المستوي المأمول. ولا يخفى علينا جميعاً ما نعانيه في دولنا من نقص الكوادر الفنية والتقنية الماهرة على الرغم من الجهود المبذولة لتطوير مؤسسات التعليم والتي توفر العمالة الوطنية اللازمة. محاور المؤتمر ناقشت إعادة تعريف التعليم الثانوي في خلال القرن الحادي والعشرين ويتضمن هذا المحور توجيه وظائف التعليم الثانوي وأهدافه نحو الاستجابة لمستجدات الواقع في القرن الحادي والعشرين والتحديات الرئيسة والصعوبات التي تواجه التعليم الثانوي في الوقت الحالي وفي المستقبل. وكذلك عرض المؤتمر لدور التطوير في مواجهة هذه التحديات والصعوبات وأولويات التغيير المشتمل على الممارسات العالمية للتعامل بفعالية مع الصعوبات الرئيسة مثل الموازنة بين التعليم المهني والأكاديمي والتركيز على المعارف والقدرات العقلية أو التركيز على المهارات السلوكية والحياتية وتصميم نظم التعليم للجميع أو التعليم الانتقائي بالإضافة إلى بناء نماذج افضل للمناهج. كما تناول المؤتمر استراتيجيات التطبيق الناجح للتطوير ودور الأسرة ومشاركة أولياء الأمور في تعزيز جهود المجتمع لتحسين الأداء في التعليم الثانوي، ووضع احتياجات المتعلم في الاعتبار والأساليب المناسبة لاشراك القطاعين العام والخاص وتبادل الأفكار المستجدة حول التغيير. وقد أتيحت في المؤتمر الفرصة للمشاركين في اختيار الموضوعات التي يشاركون بها والتي تتصل بالهدف الرئيسي للمؤتمر.