في أوّل مؤتمر صحافي له بعد توليه منصب المدير العام لليونيسكو في 15 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، تكلّم كويشيرو ماتسورا صباح أمس في مقرّ المنظمة في باريس عن المحورين الأساسيين اللذين ينوي العمل عليهما في بداية ولايته التي تستمّر ست سنوات، وهما: تركيز البرامج وتحسين الادارة. وأكد المدير العام الجديد على القواعد الأساسية الواضحة وغير الملتبسة، التي سينتهجها في مجال تركيز البرامج، ومنها تركيز الأعمال في المجالات التي يمكن لليونيسكو أن تقدم فيها شيئاً فريداً، إما لأنها قادرة على القيام بدور حاسم، أو لأن لها قيمة تضيفها الى عمل الشركاء الآخرين. وشدّد ماتسورا على الأهمية التي ينوي أن يعطيها للتعليم الأساسي باعتباره المحرّك الفعلي للتنمية في العالم، كما شدّد على العلوم، وعلى تحليل مختلف التحديات الأخلاقية التي تطرحها العلوم، كمسألة الإستنساخ البشري، على سبيل المثال. وفي موضوع الإتصال، أكدّ ماتسورا على ضرورة أن تبقى المنظمة بطلة حرية التعبير، وأن تكون أيضاً مكاناً للدفاع عن التنوّع الدولي في إنتاج ونقل الممتلكات الثقافية عبر العمل من أجل تسهيل الوصول الى المعلومات والمعارف بمختلف أشكالها، وجعله أكثر ديموقراطية، وأن تبقى حامية للتراث العالمي، الثقافي والطبيعي، مع التساؤل عما يمكن ان تقدّمه هذه الثروات المادية من معارف ومعانٍ الى عالمنا المعاصر وكذلك الاهتمام بمسألة الإبداع المعاصر. وعندما سئل عن برنامج "ثقافة السلام" الذي كان سلفه، فيديريكو مايور، ينشط من أجله، خصوصاً في دول أميركا اللاتينية، أكدّ ماتسورا أنه سيحافظ على هذا البرنامج، من خلال اتّباع اجراءات أكثر تحديداً وتركيزاً، وقال أنه يقترح بشكل عام المضي في البرامج نحو المواقف العملية بالتعاون مع المؤسسات والعلماء والخبراء المرموقين في العالم، بما يتفّق مع التوجهات الكبرى الأربعة لل"يونيسكو" أي التربية والثقافة والعلم والإتصال. وأوضح ماتسورا أن على ال"يونيسكو" أن تعود لتمثّل العالم كله من دون استثناء، وقال أنه لن يوفّر أي جهد، خلال ولايته، لإقناع الذين لا يزالون خارج المنظمة أن يعودوا أو ينضّموا اليها. وبالنسبة الى عودة الولاياتالمتحدة القريبة إليها، قال ماتسورا أنه ليس متفائلاً بذلك وأنه سيدعو الولاياتالمتحدة الى الالتحاق مجدّداً بالمنظمة عندما تكون خطّة الإصلاح الكاملة التي ينوي اتّباعها أصبحت عملية فعلياً. أما في ما يتعلّق بالإنتقادات التي وُجهت الى ال"يونيسكو" والتي ليست كلها غير مبرّرة، رأى المدير العام الجديد ان من المفيد معالجة القصور الحاصل وقال أنه سيبدأ بالإصلاحات بحزم. ونبّه الى أن تدابير إعادة هيكلة الأمانة لن تحظى بشعبية لا داخل الأمانة ولا لدى الدول الأعضاء، مؤكّدا تمسّكه الشديد باستقلالية الخدمة العامة الدولية. وذكر ماتسورا المحاور الأربعة ذات الأولوية في الإصلاح الإداري الذي ينوي اتّباعه وهي: إنعاش الأمانة العامة من خلال وضع نظم وآليات تسمح بالتحديث الدائم للكفاءات وأقلمتها مع تطورات البرامج والمعارف. وأعلن عن نيته جعل الجسم الوظيفي أكثر شباباً، على مختلف درجات الإدارة مشيراً الى أن ال"يونيسكو" هي اليوم إحدى منظمات الأممالمتحدة ذات البنية الفوقية الأكثر وطأة، والى أنه ينوي ايقاف نظام المستشارين الخاصين بل لا ينوي اللجوء الى التسريح في القاعدة. وأكدّ ماتسورا على أهمية تبسيط وترشيد هيكلة الأمانة وعلى ضرورة الجمع بين الوحدات المبعثرة مؤكداً على أولوية إحياء روحية ونهج المسؤولية داخل الأمانة، وإعادة احترام القواعد والإجراءات المتّبعة من أجل ضمان شفافية مطلقة في مسائل التوظيف وإجراءات النقل، وإدارة الموازنة وفي المعلومات التي تقدم الى الهيئات صاحبة القرار. وحدّد كويشيروا ماتسورا لقاء جديداً مع الصحافة العالمية بعد سنة تماماً كي يطلعها على النتائج التي توصّل إليها خلال السنة الأولى من ولايته.