أعطت الإدارة الاميركية مؤشرات الى ان الاستعداد للحرب على العراق بات في مرحلته النهائية، وأعلن الرئيس جورج بوش امس ان عام 2003 سيشهد "مواجهة العنف الكارثي الذي تمثله اسلحة الدمار الشامل العراقية". في الإطار ذاته أصدر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أوامر الى أعداد "كبيرة" من الجيش للتوجه الى الخليج، ووضعت حاملتا طائرات في حال تأهب قصوى، كما صدرت التوجيهات الى سفينة - مستشفى بالإبحار الى المنطقة. وسربت الإدارة خطة شاملة لإدارة العراق ما بعد الرئيس صدام حسين، فيما أبدى الأردن تشاؤماً بفرص تجنب الحرب مؤكداً انها "ضئيلة جداً"، ومشيراً الى انه "لا يقيم وزناً للمعارضة العراقية". تزامن ذلك مع تسليم بغداد لجنة التفتيش لائحة تضم أسماء أكثر من خمسمئة عالم عراقي "يعملون في مجالات الكيمياء والعلوم الجرثومية والصواريخ" راجع ص 3 و 4. ووضع الرئيس بوش في خطابه الاسبوعي أمس انعاش الاقتصاد الاميركي والحرب على الارهاب ونزع أسلحة صدام على رأس لائحة أبرز القرارات التي سيتخذها عام 2003، وقال من مزرعته في تكساس حيث يقضي اياماً من الراحة: "سنواصل في العام الجديد الحرب على الارهاب بصبر وتركيز واصرار". وأوضح انها "لا تقتضي فحسب مطاردة الارهابيين في كل مغارة أو ركن في العالم، بل مواجهة خطر العنف الكارثي الذي يمثله العراق وأسلحته للدمار الشامل". وكرر ان على صدام نزع أسلحته و"إذا رفض فإن الولاياتالمتحدة، باسم السلام، ستقود تحالفاً لنزعها وتحرير الشعب العراقي". وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان رامسفيلد أصدر أوامر بنشر عدد "كبير" لقوات برية وطائرات مقاتلة، ودعم لوجستي في الخليج، مطلقاً المرحلة النهائية للاستعدادات للحرب. ونقلت عن مسؤولين بارزين في البنتاغون ان رامسفيلد وقع الثلثاء وثيقة سرية تقع في أكثر من 20 صفحة، تنص على نشر قوات وعتاد وتجهيزات تتضمن وحدات مشاة مؤللة وطائرات تموين. في الجو، ومنشآت طبية ستنقل في الأسابيع المقبلة الى الكويت وقطر والبحرين ودول اخرى خليجية. وأشارت الصحيفة الى ان 60 ألف عنصر اميركي منتشرون في الخليج الآن، فضلاً عن 400 طائرة. الى ذلك، اكد مسؤولون اميركيون ان الادارة وضعت خططاً ل"عراق بلا صدام"، وشكل البيت الأبيض لجان تنسيق وجماعات عمل للاشراف علىها، وهي باتت تمثل أولوية ملحة مع اقتراب اتخاذ قرار الحرب. وتعد لجنة سياسية خططاً لتوزيع المساعدات الانسانية داخل العراق، وإعادة تأهيل بنيته الاساسية، بما في ذلك الطرق ومحطات المياه والكهرباء. في عمان، اعتبر وزير الخارجية مروان المعشر ان "احتمالات توجيه ضربة عسكرية اميركية الى العراق كبيرة جداً، وفرص تجنبها ضئيلة جداً"، مؤكداً ان عمان "لا تقيم وزناً للمعارضة العراقية" على رغم استضافتها احد تنظيماتها البارزة. وأوضح في لقاء دعت اليه نقابة الصحافيين الأردنيين امس ان "أحداً من المسؤولين العرب لم يستبعد تعرض بغداد لعمل عسكري اميركي، فالأمور واضحة، ولا نريد ان نكذب على أحد في هذا الاطار، لأن فرص الحرب ضد العراق كبيرة جداً، وتجنبها يبدو ضئيلاً جداً". وبعدما أكد ان "الأردن لن يسمح بعقد مؤتمر للمعارضة العراقية على أراضيه اذا طلب منه ذلك" شدد على ان "المملكة لا تقيم أي وزن لهذه المعارضة، ولا تعتقد ان لها تأثيراً شعبياً داخل العراق". وزاد ان "الأردن ليس طرفاً في أي سيناريوات تطرحها المعارضة أو أطراف أخرى لمستقبل العراق، وضد أي تدخل في شؤونه سواء كان من تركيا أو غيرها، كما اننا ضد تقسيمه دويلات صغيرة". وتابع المعشر ان "الخلاف الأردني مع الولاياتالمتحدة حول الموضوع العراقي لن يقف عائقاً امام الاستمرار في علاقاتنا الاستراتيجية" مع واشنطن التي "ستقدم للمملكة اعتباراً من مطلع العام المقبل مساعدات تبلغ قيمتها 450 مليون دولار، منها 250 مليوناً لأغراض اقتصادية و200 مليون دولار على هيئة مساعدات عسكرية".