سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون واثق من الفوز في الانتخابات وتشكيل حكومة "وحدة وطنية" مع حزب العمل . إسرائيل تودع 2002 منتظرة الحرب الأميركية على العراق لإكمال مخططها لتدمير السلطة الفلسطينية وفرض دويلة هزيلة على الفلسطينيين
تودع إسرائيل العام 2002 في أجواء غائمة يصعب معها التكهن بما سيحمله العام الجديد. لكن يمكن الاشارة إلى تطورين تقف إسرائيل من أقصاها إلى اقصاها، مشدودة أمامهما. الأول الانتخابات البرلمانية المبكرة في 28 كانون الثاني يناير المقبل، وهي خامس انتخابات خلال السنوات العشر الأخيرة، سنوات "الصراع على السلام" وغياب الاستقرار السياسي. والثاني الحرب الأميركية المقررة على العراق التي تواترت المؤشرات في الأيام القليلة الماضية إلى كونها غاية مشتهاة إسرائيلياً. ويتفق أكثر من مراقب على كون الانشداد الإسرائيلي إلى هذين التطورين، وتحديداًَ الثاني، راجعاً إلى حقيقة أن نتائجهما ستكون الأكثر انعكاساً على القضية الأهم التي ما زالت تؤرق إسرائيل منذ تأسيسها، بل منذ أكثر من قرن من الزمن، وهي القضية الفلسطينية. والتقدير الأبرز الذي يستقبل به الإسرائيليون العام الجديد هو ان ما كان في العام 2002 سيبقى أيضاً في العام 2003، مستندين في ذلك، ضمن أشياء أخرى، إلى حدوث تطورات عالمية جعلت التحالف مع واشنطن أكثر من استراتيجي. على رغم انحسار شعبية حزب "ليكود" اليميني في استطلاعات الرأي الأخيرة، على خلفية أعمال الفساد والرشوة التي جاءت بوجوه جديدة مشبوهة بعلاقاتها مع الاجرام المنظم، إلى لائحة الحزب الانتخابية، لا تزال كفة أحزاب اليمين مرجحة لتشكيل غالبية في الكنيست الجديدة، مستفيدة من انجراف الشارع الإسرائيلي منذ بدء الانتفاضة إلى التشدد والعداء للفلسطينيين. ويتوقف أبرز المعلقين الإسرائيليين مطولاً عندما درجوا على تسميته "مفارقة شارون" ومحاولة تفسير حجم التأييد الكبير الذي يحظى به "أكثر رئيس حكومة فاشل في تاريخ إسرائيل" على الصعد كافة. فالسلام المنشود، حتى بالصيغة الإسرائيلية، ليس وارداً في قاموسه. والاقتصاد في حالة ركود غير مسبوقة في تاريخ الدولة العبرية، والفجوات بين شرائح المجتمع اتسعت والأمن مفقود، ومع كل هذه "الأعباء" يبقى شارون الشخصية المفضلة لمواصلة إدارة دفة الحكم! وفيما يرى أبرز المعلقين في صحيفة "هآرتس" يوئيل ماركوس أن مثل هذا التناقض يستدعي تدخل أطباء نفسانيين لتحليله، يتفق معظم زملائه أن غالبية الإسرائيليين التي تمنح الموضوع الأمني صدارة اهتماماتها، ترى في شارون "شيخ القبيلة" والعسكري المحنك القادر على إدارة شؤون دولتهم وقت المحن على نحو أفضل من غيره على رغم قناعتهم أنه بسياسته القائمة على ابداء أكبر قدر من الحزم تجاه الفلسطينيين، لن يجلب لا السلام ولا الأمن، إنما قد يبقي، في أحسن الأحوال، على الوضع الراهن كما هو، وهذا أهون الشرور في نظرهم. ولم يختلف العام المنتهي، الثاني للانتفاضة الحالية، عن سابقه لجهة استغلال شارون ردة الفعل العنيفة لدى الإسرائيليين على الانتفاضة والعمليات الاستشهادية داخل بلداتهم التي خاطبت غرائزه ومخاوفه من الفلسطينيين، فعمل هذا على إحياء هذه المخاوف والترويج لمزاعم أن إسرائيل تفتقر إلى شريك للسلام، فسمح لنفسه بتوسيع رقعة عدوانه على الشعب الفلسطيني واصراره على تقويض كل رموز السيادة الفلسطينية في مناطق الحكم الذاتي، محاولاً في الوقت ذاته الظهور كسياسي معتدل مستعد لتقديم "تنازلات مؤلمة" تبين أنها لا تتعدى موافقته على إقامة دويلة فلسطينية مقطعة الأوصال على أقل من نصف مساحة المناطق الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، وبشروط تعجيزية يعرف هو نفسه أنه لن يجد فلسطينياً واحداً يقبل بها. العلاقات مع واشنطن والحرب على العراق تباهى شارون في أكثر من مناسبة بعلاقاته الحميمة مع الإدارة الأميركية الحالية ليؤكد أن التناغم بين مواقف واشنطن وتل أبيب في مختلف المسائل لم تعرفه العلاقات بين البلدين منذ نشوئها. ولم تعد الولاياتالمتحدة توجه أي انتقاد إلى إسرائيل من الذي كان أشبه بضريبة كلامية تدفعها واشنطن لتخفيف حدة الانتقاد لانحيازها للدولة العبرية، وبات معظم المسؤولين في الإدارة الأميركية يبدون في بعض المواقف أكثر تطرفاً من شارون، ما يتيح للأخير مواصلة مسعاه لفرض الحلول على الفلسطينيين بقوة الدبابات الإسرائيلية والحصار التجويعي المتواصل منذ ثمانية شهور. وتكفي الاشارة إلى الموقف الأميركي الأخير بقبول الطلب الإسرائيلي ارجاء البت في "خريطة الطريق" بشأن التسوية في الشرق الأوسط إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية رغماً عن أنف "الرباعية الدولية". هذا فضلاً عن اعلى درجة تنسيق عسكري حول الهجوم العسكري الاميركي المتوقع على العراق. وتعول اسرائيل كثيراً على هذه الحرب وتتحدث صراحة عن امنيتها بأن تأتي نتائجها بما تسميه شرق اوسط جديد وان "تجعل العرب يدركون ان خيارهم العسكري قد سقط فيضطرون الى القبول بحلول وسط في المفاوضات". وينسجم هذا الموقف مع توصية سابقة للقيادة العسكرية الاسرائيلية تقدمت بها الى المستوى السياسي بادامة عمر الحرب على الفلسطينيين ليس لتمكين جيش الاحتلال من حسمها عسكرياً فحسب انما لضرورة انتظار الحرب الاميركية على العراق التي قد تمكّن الدول العبرية من تحقيق مخططها بالقضاء على السلطة الفلسطينية وترحيل رئيسها وفرض حل بصيغة شارونية على الفلسطينيين. بديل "العمل" غير وارد يسعى شارون، المطمئن الى انه سيكلف تشكيل الحكومة الجديدة الى اعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة حزب "العمل" المحسوب على معسكر السلام الاسرائيلي ليضمن من جديد اجماعاً اسرائيلياً في مواجهة الانتفاضة ولامتصاص اي ضغط دولي متوقع على اسرائيل لوقف قمعها او لاعادتها الى طاولة المفاوضات. ويبدو شارون مطمئناً الى جهة نجاحه في مسعى كهذا على رغم إعلان زعيم "العمل" الجديد عمرام متسناع رفضه الجلوس في حكومة وحدة وطنية بزعامة شارون. ويبدو ان مرد الاطمئنان موقف غالبية اقطاب "العمل" وعلى رأسهم بنيامين بن اليعيزر المؤيد لإعادة الشراكة بالاضافة الى عجز الحزب عن اقناع الاسرائيليين بأنه يشكل البديل لسياسة شارون ويبدو انه يدفع ثمن جلوسه في الحكومة المنتهية وظهوره كنسخة طبق الاصل عن "ليكود" لا يمتلك هوية سياسية خاصة به. وتأتي في حسابات شارون ايضاً الحرب الاميركية على العراق التي "سترغم" العمل على الانضمام الى "حكومة وحدة وطنية" على غرار ما حصل في الماضي حين شكلت حكومات كهذه في ازمان الحروب. وفي انتظار جلاء التطورات خصوصاً على الجبهة العراقية وحيال عقلية اسرائيلية مرعوبة ومرتبكة ترى في الابقاء على الوضع الراهن "ايديولوجية معقولة" وتخشى اوضاعاً اسوأ اذا ما سلّمت دفّة الحكم لغير شارون، فإن الحديث عن تسوية سلمية او مصالحة تاريخية تنطلق في العام المقبل يبدو ضرباً من الخيال او حلماً بعيد المنال. وكما كتب المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" حيمي شاليف: "الاسرائيليون يرون في الانتخابات القريبة نوعاً من الاستعراض والترفيه التلفزيوني… الفائز معروف سلفاً وما كان في الاصل هو ما سيكون بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي والامني، فالجمهور الاسرائيلي منهك ولا مبال وربما كان مريضاً ولا يؤمن بسياسييه والانتخابات بالنسبة اليه مضيعة للوقت". اهم احداث العالم في العام 2002 من وجهة نظر الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين } في ما يأتي اهم أحداث العام 2002 من وجهة نظر الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات المعتقل في سجن بمدينة أريحا تحت إشراف أميركي - بريطاني: فلسطينيا 1- حصار الرئيس ياسر عرفات واجتياح إسرائيل لمناطق الضفة الفلسطينية في نيسان إبريل وآب أغسطس وما تمخض عنه من أحداث وتداعيات أدت إلى إعادة احتلال الضفة ورفع درجة الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. 2- قرار الكونغرس الأميركي اعتبار القدس رسميا عاصمة لدولة إسرائيل. 3- حل الكنيست الإسرائيلية وانفراط حكومة الوحدة الصهيونية والإعداد لانتخابات مبكرة، كمحصلة ونتاج للازمة السياسية الاقتصادية والأمنية التي يعاني منها الكيان الصهيوني بفعل الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية. 4- صدور قرار مجلس الأمن رقم 1337 الذي نص على ضرورة إقامة دولة فلسطينية. 5- إطلاق بوش رؤيته السياسية التي حددت مسار واتجاه عملية التسوية للصراع الفلسطيني العربي -الإسرائيلي. عربيا : مؤتمر القمة العربية في 27/3/2002، الذي أطلق ما يسمى بالمبادرة العربية والسعودية، وعرض الاستعداد العربي الشامل للمصالحة التاريخية والتطبيع مع إسرائيل مقابل انسحابها من 22 في المئة من الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية عليها. عالميا: 1- فوز الرئيس شيراك في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في منافسة قاسية مع المرشح المحافظ جان ماري لوبان. 2- فوز تحالف الخضر وحزب شرويدر في الانتخابات البرلمانية الألمانية التي جرت فيها المنافسة على أساس تحديد الرأي من الحرب الأميركية على العراق. 3- فوز حزب العدالة والتنمية التركي ذو التوجه الإسلامي في الانتخابات البرلمانية التركية وترك علامة سؤال على مستقبل العلمانيين فيها وممكنات دخولها الاتحاد الأوروبي. 4- أوسع عملية احتجاز رهائن في روسيا ينفذها المقاتلون الشيشان تنتهي بكارثة لدى محاولة الحكومة الروسية تحرير الرهائن وتوسيع نطاق المواجهة للاحتلال السوفياتي. 5- عقد المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي الصيني. 6- حل حكومة السلام والمصالحة الايرلندية وإعادة الحكم البريطاني المباشر للبلاد أثر أزمة سببها تفتيش مكاتب حزب "شين فين" والادعاء بوجود مخططات عسكرية ضد بريطانيا فيها لعمليات يزمع الجيش الجمهوري تنفيذها. 7- اتساع نطاق نشاط التجمعات المناهضة للعولمة والحرب الإمبريالية في أميركا وأوروبا واسيا واستراليا. 8- انبعاث نشاط القاعدة في أفغانستان والعديد من دول العالم والإعلان عن وجود أسامة بن لادن على قيد الحياة. 9- تشكيل الاتحاد الإفريقي كامتداد لظاهرة الاستقطاب في العالم برعاية ليبيا وجنوب أفريقيا. 10- تعزيز الرئيس بوش نفوذه في انتخابات الكونغرس الأميركي. 11- توسيع الاتحاد الأوروبي بضم عشر دول جديدة إليه.