يتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الى واشنطن منتصف الشهر الجاري، تلبية لدعوة من الرئيس جورج بوش. وتأتي الزيارة في ظل الاستعدادات لشن حرب على العراق، فيما تنشط الديبلوماسية الدولية في الشرق الاوسط في مسعى لمعاودة اطلاق عملية السلام. وسيصل الى المنطقة مساعد نائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز، ومنسق الشؤون الامنية والخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. ورأت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى ان الغرض الأساسي من دعوة شارون الى واشنطن هو تأمين أعلى درجة من التنسيق بين الجانبين عشية الضربة العسكرية الاميركية المتوقعة ضد العراق، في ضوء رغبة واشنطن في ان يسود الهدوء على الجبهة الفلسطينية، وضمان عدم قيام الدولة العبرية بأعمال قد تعيق المخطط الاميركي وتنسف مساعي واشنطن لكسب التأييد العربي. وزادت ان بوش سيتناول مع رئيس الوزراء الاسرائيلي مصير العملية السلمية على المسار الفلسطيني "في اليوم التالي" لانتهاء الهجوم على العراق، وهي عملية "تشترطها الدول العربية في مقابل دعمها الهجوم". وأفادت وسائل الاعلام العبرية عن استياء المسؤولين الاميركيين من التصريحات الاسرائيلية المتتالية عن الهجوم الاميركي المحتمل، ما دفعهم الى ان يطلبوا من اركان الحكومة الاسرائيلية والقادة العسكريين الكف عن "الثرثرة"، وعدم الانجرار وراء تصريحات "استفزازية" يدلي بها مسؤولون عراقيون. كما طلب الاميركيون ان تتعامل اسرائيل مع قضية مياه الوزاني بهدوء، بعيداً عن التهديد الموجه الى لبنان. وقللت اوساط اسرائيلية من التحركات الدولية الأخيرة لاختراق الجمود في الشرق الأوسط، ورأت في ايفاد بيرنز ومبعوثين اوروبيين الى المنطقة محاولة اميركية لمنع تأجيج الأوضاع عشية الهجوم المتوقع على العراق. وزادت ان ما حصل الاسبوع الماضي في رام الله وانسحاب جيش الاحتلال من محيط مقر الرئاسة الفلسطينية نتيجة الضغوط الاميركية، لم يؤثر في مواقف واشنطن من الرئيس ياسر عرفات، ومن تصور حل النزاع في المنطقة، مؤكدة ان "خطاب بوش ما زال يشكل اساساً للحل". وفي هذا السياق، قرر شارون ايفاد الأمين العام لحكومته جدعون ساعر الى الدنمارك، التي ترأس الاتحاد الأوروبي، لتأكيد رفضه التعامل مع الرئيس الفلسطيني و"تحذير الاتحاد من ان مواصلة الحديث مع عرفات تعرقل تنفيذ الاصلاحات، وتؤخر العملية السلمية التي ترغب اسرائيل في اطلاقها". في الوقت ذاته حض الوزير الاسرائيلي دان ميردور حزب المركز حكومته على اطلاق مبادرة سياسية، وقال للاذاعة العبرية ان "على اسرائيل الان والغلبة لها، ان تبادر الى تسوية مرحلية ممتدة كتلك التي تحدث عنها شارون، وتأتي بدولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، حتى من دون الاتفاق على الحدود النهائية". وتابع ان من مصلحة الدولة العبرية ان تبادر الى عملية سلمية وعدم الانتظار الى "اليوم التالي" بعد الحرب على العراق "فعندها قد يأتون الينا باقتراحات ليست في مصلحتنا". وختم بأن الاسرائيليين يخطئون إذا اعتقدوا ان الأوضاع الحالية والجمود السياسي افضل من المجازفة بحل سياسي.