تحدثت تقارير اعلامية عن لقاء عقد أخيراً بين مبعوثين لأسامة بن لادن وتنظيم جزائري مسلح، فيما أفاد خبراء في الاستخبارات الكندية ان اتصالات جرت بين خلايا "نائمة" في تنظيم "القاعدة" في الولاياتالمتحدةوكندا الشهر الجاري للاعداد لهجمات ضد اميركيين. الجزائر، واشنطن، الرباط، باريس - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - ذكرت صحيفة جزائرية ان زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن أوفد الشهر الجاري ثلاثة سعوديين للقاء مختار بن مختار "أمير" المنطقة التاسعة في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي يتزعمه حسان حطاب. ونقلت صحيفة "ليكسبريسيون" في عددها الصادر أمس عن "مصادر لا يرقى اليها الشك" ان السعوديين الثلاثة الذين أشارت اليهم بالاسماء المستعارة الزهراني وابو شهاب ومحمد جابر التقوا "أمير" التنظيم المسلح الجزائري الموجود في منطقة فاصلة مع النيجر في الصحراء الكبرى. وبحسب المصادر نفسها، حمل موفدو بن لادن الذين قدموا عبر سورية ومصر "رسائل" الى عدد من الناشطين الاصوليين الموجودين في مناطق قريبة من حدود مالي وتشاد وليبيا. ونفى مصدر أمني بارز في اتصال اجرته معه "الحياة" ما وصفه ب"التخمينات الصحافية"، مشيراً الى ان المصالح المعنية بمكافحة الارهاب في الجزائر "ليست لديها معلومات تؤكد صحة ما ورد في التقرير الصحافي". وجاء نفي المصدر الأمني بعد اسبوع فقط من نفي مماثل لمعلومات تحدثت عن وجود موفد ثان لتنظيم "القاعدة" يعتقد بأنه تسلل الى منطقة البويرة 120 كلم شرق. وتجتهد الصحف الجزائرية منذ اعلان السلطات الجزائرية قبل شهرين مقتل مسؤول تنظيم "القاعدة" في منطقة المغرب العربي ودول الساحل المدعو ابو محمد اليمني، يومياً في "اكتشاف" اسماء جدد لناشطين من تنظيم "القاعدة" على الأراضي الجزائرية. ومنذ تصاعد اعمال العنف عام 1992 رصدت الاجهزة الامنية تحركات عدد من الافغان العرب ضمن الجماعات الاسلامية المسلحة في الجبال الجزائرية. ويتعلق الأمر اساساً بناشطين ليبيين وتونسيين ومغاربة غير انها لم ترصد أبداً ناشطين خليجيين. وتأسست "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عام 1998 باقتراح من اسامة بن لادن بعد "انحراف" "الجماعة الاسلامية المسلحة" التي كان يتزعمها عنتر الزوابري عن المنهج السلفي. من جهة أخرى، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أول من أمس عن "خبراء في الاستخبارات الكندية" ان اتصالات جرت بين خلايا "نائمة" في تنظيم "القاعدة" في الولاياتالمتحدةوكندا الشهر الجاري للاعداد على ما يبدو لهجمات ضد اميركيين. وحصلت اجهزة الاستخبارات على هذه المعلومات بعد اعتقال شخص يعمل في تسليم البيتزا الاسبوع الماضي في اوتاوا يشتبه في أنه يقيم علاقات مع التنظيم. وقال ريد مورتن المدير السابق في الاستخبارات الكندية ان محمد حركات 34 عاماً اوقف بعدما اجرى اتصالات بأعضاء مفترضين في "القاعدة" في الولاياتالمتحدة. واضافت الصحيفة استناداً الى وثائق قدمتها محكمة كندية ان حركات المولود في الجزائر ويعيش في كندا منذ 1995 احد معاوني "ابو زبيدة" القريب من بن لادن. ونقلت عن الاستخبارات الكندية ان "ابو زبيدة" الذي اعتقل في باكستان في آذار مارس الماضي وسلم الى الاميركيين قدم حركات على انه احد معاونيه. وذكرت "واشنطن بوست" من جهة أخرى ان مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي طلب من الجامعات تزويده معلومات عن طلابها الاجانب مما اثار انتقادات خصوصاً من جانب اعضاء في الكونغرس. وبرر "أف بي آي" هذا الاجراء بحاجته الى هذه المعلومات لكشف اي علاقات محتملة بين بعض الطلاب ومنظمات ارهابية. ولم يلق الطلب ترحيب وزارة التعليم التي ابلغت وزير العدل جون اشكروفت انه مخالف لبنود القانون حول مكافحة الارهاب الذي اعتمد في نهاية 2001 واطلق عليه اسم "باتريوت اكت"، بعد اسابيع من أحداث 11 ايلول. لندن تسلم الرباط مغربياً الى ذلك، سلمت بريطانيا السلطات المغربية في 19 الشهر الجاري مغربيا كان يلاحق بتهمة الانتماء الى "القاعدة" وثبتت براءته بحسب ما اعلن وكيله المحامي توفيق مساعف بنحمو. وأوضح المحامي ان "طائرة خاصة نقلت عبدالله عدنان قريشة الخميس الماضي من مطار نيو كاسل الى المغرب" الثلثاء الماضي، موضحاً ان القضاء البريطاني الذي كان يلاحقه بتهمة الانتماء الى "القاعدة" برأ ساحته. واضاف ان السلطات المغربية طلبت تسلم قريشة "لأنه مغربي وينتمي الى منظمة ارهابية ملاحقة من قبل القضاء المغربي". ... وباريس تعتقل جزائرياً واعلن مصدر فرنسي ان اسلامياً مفترضاً اعتقل السبت الماضي على الحدود الفرنسية - الاسبانية خضع للاستجواب بتهمة "الانتماء الى جمعية لها علاقات مع منظمة ارهابية" وأودع السجن. وأوضح ان الجزائري نور الدين مرابط 28 عاماً قد يكون على علاقة مع الاسلاميين المفترضين الاربعة الذين مثلوا الجمعة الماضي امام القضاء وسجنوا في باريس. واستجوب القاضي جان فرنسوا ريكار المكلف شؤون الارهاب مرابط بتهمة "خرق القانون حول الاجانب". ويبدو ان اسم مرابط ورد في التحقيق الذي اجرته ادارة مراقبة الاراضي وأدى في 13 تشرين الثاني نوفمبر الماضي الى فتح تحقيق قضائي اطلق عليه اسم "الفرع الشيشاني".