في الوقت الذي انسحب فيه الناس جميعاً مما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لا يزال كثير من هؤلاء المنسحبين يصرون على اسداء النصائح للفلسطينيين. ليتهم يصمتون. عندما تغيب المقدرة على الفعل تصبح الكلمة وشغل من ليس له شغل. وكنا، منذ زمن ليس ببعيد، لا نفلح إلا بالكلام. اما بعد ما شهده العالم منذ عام فأصبحنا نتردد حتى في اطلاق هذه الكلمة. غير ان هذه الحال لن تبقى فنحن العرب ليس لنا صبراً على الصمت الطويل. وقد جاءت معجزة نبينا الكريم في الانتصار على قوم ابدعوا ايما ابداع في الكلام، فأبدع هو بكلام الله فأعجزهم. عاد العرب اخيراً للكلام، على رغم كل الظروف والموانع، فكانوا كالذي سكت دهراً ونطق كفراً. وكي لا نصنف من جماعات التكفير نقول ان قوماً تدمر منازله وتنتهك حرماته وتسلب كل معاني الحياة منه يعاني البؤس والضياع ولا يجد الطعام. لذلك يختار احد هؤلاء القوم طريقاً اكثر شرفاً وعزة للموت. اعلن العرب عن دعمهم الانتفاضة مادياً عبر رعاية اسر الشهداء، فدخول الحرب اصبح من ركام الماضي، ثم تراجعوا بعد ذلك فقرروا دفع الانتفاضة اعلامياً ثم تقاعسوا وطلبوا من الفلسطينيين وقف عملياتهم في داخل اسرائىل بحجة افساح المجال امام جهود التهدئة. لقد وجه احد قادة "حماس" عند بداية هذه الاسبوع دعوة للحكومات العربية ان تشكل مظلة لحركة المقاومة الفلسطينية، على غرار المظلة التي امنت ل"حزب الله" من سورية وايران ولبنان. اتساءل حقاً، هل لدى هؤلاء القوم اي امل في العرب؟ اتذكر ما قالته إحدى الفلسطينيات، من اللواتي قضين اياماً مريرة على الحدود الاردنية - الفلسطينية بعدما عرقلت السلطات توجههم للمملكة العربية السعودية لأداء العمرة، على شاشات التلفزيون "اتركونا وشأننا". فلا العرب قبلوا الفلسطينيين في اوطانهم ولا هم اعادوا لهم وطنهم ولا ساعدوهم في استعادته. الامارات - السعد المنهالي صحافية في جريدة الاتحاد