يتضح من التسريبات الإعلامية عن البرنامج السياسي لزعيم "العمل" الإسرائيلي عمرام متسناع أنه لا يختلف جوهرياً عن الاقتراحات التي حاول رئيس الحكومة السابق ايهود باراك املاءها على الفلسطينيين في كامب ديفيد في صيف العام 2000. وقد يكون جديد متسناع تهديده الفلسطينيين بالقيام بفصل أحادي الجانب في حال فشلت المفاوضات حول التسوية الدائمة بعد عام من بدئها. وفي غضون ذلك، تشير استطلاعات الرأي التي نشرت أمس إلى عجز متسناع، على رغم طرحه أفكاراً جديدة للتسوية، عن تحقيق قفزة فيها واستغلال تراجع شعبية حزب "ليكود" على خلفية فضيحة الرشوة التي رافقت عملية انتخاب قائمته للكنيست المقبلة. كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أمس أن برنامج الفصل الأحادي الجانب الذي يتبناه متسناع وأعده له طاقم خاص، غالبية أعضائه من مستشاري باراك، يقوم على ابقاء 35 في المئة من أراضي الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية، ما يعني الانسحاب من 23 في المئة من الأراضي التي لم تخضع لمناطق الحكم الذاتي، قبل بدء الانتفاضة، وتسليمها للفلسطينيين وضمها إلى هذه المناطق، لتصل نسبتها إلى 65 في المئة فقط. وفي واقع الأمر فإن متسناع يتحدث عن تنفيذ اتفاق واي بلانتيشين ابان عهد حكومة بنيامين نتانياهو، القاضي بانسحاب ثالث من الضفة الغربية. وبحسب الصحيفة تبقي إسرائيل تحت سيطرتها غور الأردن الذي يشكل 20 في المئة من أراضي الضفة الغربية بزعم احتياجاتها الأمنية. كما تخضع لسيطرتها الكتل الاستيطانية الكبرى التي يقطنها أكثر من 160 ألف مستوطن على أن تضم إليها عشرات القرى الفلسطينية المحاذية لهذه الكتل مع سكانها البالغ عددهم 55 ألفاً. وفي المقابل يتم تفكيك المستوطنات النائية والمبعثرة ونقل سكانها 35 ألفاً إلى المستوطنات الكبرى أو إلى تخوم الدولة العبرية. وكان حزب "العمل" أقر مساء أول من أمس برنامجه الانتخابي، وفي صلبه البرنامج السياسي الذي يتضمن استئناف المفاوضات مغ الفلسطينيين "في موازاة مواصلة محاربة الإرهاب" على أن تنتهي هذه في غضون عام و"إلا أقدمت إسرائيل على انسحاب أحادي الجانب وفصل تام عن الفلسطينيين"، كما يقضي بإقامة جدار فاصل وبالانسحاب من قطاع غزة واخلاء المستوطنات فيه. ويتحدث البرنامج عن مفاوضات لإعادة تقسيم القدس "على أن تكون بأحيائها اليهودية عاصمة أبدية لإسرائيل"، وتسليم الأحياء العربية للفلسطينيين وإقامة نظام خاص لإدارة الأماكن المقدسة فيها. وهاجم الزعيم السابق للحزب بنيامين بن اليعيزر برنامج خلفه، وقال إن الحديث المسبق عن انسحاب من القطاع وفصل أحادي الجانب "يعفي الفلسطينيين من واجب بذل جهد لوقف النار". إلى ذلك، أشارت الصحف العبرية إلى اضطرار متسناع للتراجع عن إعلانه عدم الدخول في شراكة مع "ليكود" في حكومة وحدة وطنية وتفضيله أحزاباً عربية على الدينية المتزمتة. وكتبت أن متسناع تبنى شعاراً جديداً يقول إنه يؤيد حكومة وحدة وطنية برئاسته. تراجع شعبية "ليكود" وأكد استطلاعان جديدان للرأي نشرتهما صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" تراجع حزب "ليكود" اليميني وخسارته 10 في المئة من المقاعد التي توقعتها استطلاعات سابقة قبل الكشف عن أعمال الرشوة والفساد اثناء تشكيل اللائحة الانتخابية. لكن اللافت أن حزب "العمل"، المشبوه هو أيضاً بأعمال مماثلة، لم يستفد مباشرة من هذا التراجع وبقي يراوح مكانه. وأفاد الاستطلاعان أن "ليكود" سيحصل على 33-35 مقعداً مقابل 40 في الاستطلاعات السابقة و"العمل" على 22-23 مقعداً، ويأتي حزب الوسط "شينوي" ثالثاً مع 12 مقعداً ثم الأحزاب العربية 10-11. وبحسب كل من الاستطلاعين تحوز أحزاب اليمين والمتدينين على غالبية برلمانية 63 من مجموع 120 في مقابل 45-46 مقعداً لليسار و"العمل" و12 لحزب الوسط "شينوي" المستفيد الوحيد من فضيحة الرشوة.