وصف المستشار الألماني غيرهارد شرودر تركيا أمس بأنها "ربما تكون أهم جسر بين قارة أوروبا ومنطقة البحر المتوسط الشرقية". وفي تلميح الى موقف حزب الاتحاد المسيحي المعارض لضم تركيا الى الاتحاد الأوروبي، حذر المستشار الألماني من افتعال "حرب الثقافات" على قاعدة "الغرب المسيحي ضد الإسلام"، مشيراً الى من يفعل ذلك "يريد ان يوهم الناس بأن على المسلمين البقاء خارج المجتمع الأوروبي". وشدد شرودر في كلمة له أمام البرلمان أمس على ان هذا الموقف "خاطئ وخطر"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه سيكون على أنقرة "واجب تحقيق المعايير الموضوعة أمام كل الدول الأخرى". وأضاف: "سيُتخذ قرار ايجابي فقط عندما تكون تركيا حققت المهمات المطلوبة منها لبناء مجتمع ديموقراطي على قاعدة الموقف الذي ستتخذه المفوضية الأوروبية في هذا الصدد" عام 2004. وزاد انه عندما تحقق تركيا ما هو مطلوب منها ستجد مكانها في أوروبا. وكانت قمة كوبنهاغن الأوروبية حددت أواخر عام 2004 تاريخاً لابلاغ أنقرة بموعد بدء مفاوضات الانتساب معها، مشترطة على تركيا العمل على تحقيق المعايير السياسية والاقتصادية والمالية التي طُلبت من كل الدول العشر الأخرى التي ضمت الى الاتحاد. لكن زعمية المعارضة المسيحية في المانيا انغيليكا مركل رأت ان اندماج المسلمين في أوروبا لم يتحقق بالكامل، وان المسألة الأهم في السنوات المقبلة تبقى مواصلة عملية الدمج. وبعدما أشارت الى أن من لا يرى المشاكل الكبيرة التي ستنتج يخدع الناس، قالت: "يتوجب أولاً تعميق الوحدة الألمانية وانتظار التطور في تركيا من دون اعطاء توقعات متسرعة تنتهي بخيبة أمل كبيرة لأنقرة". وأضافت: ان من يتحدث هنا وكأن دخول تركيا الى الاتحاد مجرد أمر ثانوي "يمارس الخطيئة ازاء الاتحاد ومستقبله، ولذلك لن نسكت عن هذا الأمر أبداً". ودعا رئيس الكتلة النيابية للحزب الليبيرالي فولفغانغ غيرهاردت حكومته الى عدم اعطاء تركيا أي وعد بضمها قبل انتظار نتائج الدراسة التي ستضعها المفوضية الأوروبية في عام 2004. ومِثْل مركل حذر غيرهاردت من أن تكون برلين تسعى الى ارضاء الولاياتالمتحدة.