باريس، أنقرة - أ ف ب - اعتبر المفوض الاوروبي المكلف شؤون العلاقات الخارجية كريس باتن في مقابلة نشرتها صحيفة "لا تريبون" الاقتصادية الفرنسية امس، انه "ليس بامكان اوروبا ان تقول لا لتركيا" في ما يتعلق بسعي الاخيرة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال باتن: "ارى انه لا يمكننا في الوقت نفسه الدعوة الى اقامة دول مسلمة علمانية وان نقول لا لتركيا". ورأى انه لا يزال امام تركيا "بعض الجهود للقيام بها"، لكن تصريحات رئيس "الاتفاقية في شأن مستقبل اوروبا" الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان "ساهمت خصوصاً في تعزيز الدعم الدولي لترشيح تركيا". وكان جيسكار ديستان اثار بلبلة في اوروبا حين عبر عن معارضته الشديدة لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" ان تركيا هي بالطبع "بلد قريب من اوروبا، بلد مهم، لديه نخبة حقيقية، غير انها ليست دولة اوروبية". واوضح باتن: "سيكون هناك على الدوام عراقيل جغرافية تمنع تركيا من الانضمام، لكن على حد علمي لم يعتبر يوماً ان ذلك قد يشكل عائقاً. هل هناك اسباب دينية؟ هنا ايضاً لم نقل ابداً ان الاتحاد الاوروبي هو ناد مسيحي، لكن على العكس". وفي برلين الحياة، طالب رئىس البرلمان الاوروبي بات كوكس حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ب"فتح افق واضح امام تركيا خلال قمة كوبنهاغن المقبلة يسمح لها بالانضمام الى الاتحاد". وقال امام الصحافيين قبل اجتماعه مع المستشار غيرهارد شرودر امس، انه يراهن على "موقف قيادي الماني ايجابي" في هذه المسألة خلال القمة التي ستعقد في اواسط كانون الاول ديسمبر المقبل لتحديد موعد لتركيا لبدء مفاوضات الانتساب. وأضاف ان للاتحاد الاوروبي "مصلحة قوية في اعطاء موقف استراتيجي جلي تجاه تركيا". وكان البرلمان الاوروبي صوت الاسبوع الماضي بغالبية واضحة الى جانب ابقاء الباب مفتوحاً امام دخول تركيا الاتحاد على رغم ان الدول والاحزاب المحافظة تصر على ابقاء دور الشريك لتركيا فقط. وجاءت تصريحات كوكس عشية وصول الرئىس التركي احمد نجدت سيزار الى برلين مساء، في زيارة يجتمع خلالها مع الرئىس الالماني يوهانس راو وشرودر للبحث في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. قبرص على صعيد آخر، قال زعيم المعارضة في البرلمان التركي دنيز بايكال ان "تعديلات جدية وجذرية" ضرورية لتوافق تركيا على خطة الاممالمتحدة حول توحيد الجزيرة المقسمة. واعتبر بايكال الذي كان يتحدث الى النواب خلال نقاشات حول برنامج الحكومة الجديدة التي شكلها حزب العدالة والتنمية، ان ربط قضية قبرص بانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي "امر غير مقبول". واوضح بايكال الذي يرأس حزب الشعب الاشتراكي الديموقراطي، ان الخرائط الملحقة بالخطة تنص على التنازل عن احدى منطقتين "استراتيجيتين" يسيطر عليهما القبارصة الاتراك حالياً وهما ريزيكاربازو ديبكارباز بالتركية في اقصى شمال شرقي الجزيرة واومورفو غوزليورت الغنية بالمياه، ما يقلص مساحة القطاع الذي يسيطر عليه القبارصة الاتراك الى نحو 28 في المئة من الجزيرة في مقابل 37 في المئة حالياً.