ظهر موقف الماني يؤيد تسريع انضمام تركيا، ويعارض المماطلة في تحديد موعد للمفاوضات في هذا الشأن. وتزامن ذلك مع قمة اوروبية في بروكسيل امس، في حين اعتبرت الدنمارك التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ان من المبكر تحديد تاريخ لبدء مفاوضات لانضمام تركيا الى الاتحاد، فيما اعلنت المفوضية الاوروبية ان قمة كوبنهاغن في كانون الاول ديسمبر المقبل، لن تحدد موعداً لمفاوضات مع الاتراك. عارض المستشار النمسوي فولفغانغ شوسل امس، تحديد تاريخ خلال قمة كوبنهاغن الاوروبية المقررة اواسط كانون الاول ديسمبر المقبل، من اجل بدء المفاوضات لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. وجاء ذلك في تصريح لاذاعة "دويتشلاندفونك" الالمانية، اقر فيه بأن تركيا احرزت "خطوات كبيرة في اتجاه الاصلاحات"، لكنه قال ان "انتخابات ستجرى الآن في تركيا، ولا نعرف اطلاقاً من سيفوز فيها". وأضاف: "لا نعرف ايضاً ان كان سيتم الالتزام حقاً بالمهل الانتقالية التي حددت لانجاز الاصلاحات". كذلك قال رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي خلال مؤتمر صحافي قبل افتتاح قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسيل امس: "لا نعتقد اننا سنقترح تاريخا في كوبنهاغن" لبدء مفاوضات مع تركيا. وظهرت معارضة لهذ التوجه من برلين، اذ نقل عن مسؤول الماني رفيع تأييد بلاده لتحديد تاريخ لبدء المفاوضات مع تركيا خلال قمة كوبنهاغن. وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه في تصريح امس، ان "لتركيا الحق في أن يحدد لها موعد للبدء في مفاوضات الانتساب الى لاتحاد". وأضاف ان المستشار الألماني غيرهارد شرودر يريد ان يتم الإعلان عن الموعد المحدد في القمة المقبلة. وبحسب المسؤول نفسه، فإن ذلك يعني تحديد فترة زمنية رسمية لتركيا تسمح لها بالانتساب الى الاتحاد الأوروبي في موعد يتفق عليه. واعرب المسؤول عن اعتقاده ان الوصول الى هذا الموقف "سيجعل مسألة ضم أنقرة الى الاتحاد أمراً لا رجعة عنه نهائياً". وأضاف ان مبادرة شرودر تمت عشية عقد القمة الأوروبية التي بدأت أمس وتنتهي اليوم في بروكسيل وتتمحور نقاشاتها حول توسيع الاتحاد الأوروبي. ونقل عن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر قوله ان حكومته ستبذل قصارى جهدها لإرسال اشارة ايجابية من قمة كوبنهاغن الأوروبية في نهاية العام الجاري. وتتحدث الدوائر الحكومية في برلين عن ان عضوية تركيا في الاتحاد "سبق وحسمت تقريباً في القمة الأوروبية التي عقدت عام 1999 في هلسنكي حيث تم قبول طلب ترشيحها". ورأى مراقبون ان المبادرة الألمانية الجديدة لمصلحة أنقرة تأتي تماشياً مع طلب من الولاياتالمتحدة التي تضغط على الاتحاد لضم تركيا اليه على اعتبار انها أحد أهم حلفائها في المنطقة بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي في أوروبا وفي آسيا الوسطى. وكانت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" ذكرت قبل أيام ان واشنطن ترى في تأييد برلين دخول تركيا الاتحاد الأوروبي "شرطاً أساسياً لاعادة تطبيع العلاقات المتوترة بين البلدين بسبب أزمة العراق". الى ذلك، اقر البرلمان الهولندي امس، خطط توسيع الاتحاد الاوروبي قبل ساعات فقط من قمة بروكسيل التي تمهد الطريق لانضمام عشر دول الى الاتحاد بحلول عام 2004 . وهذه الدول هي: قبرص وتشيخيا واستونيا وهنغاريا ولاتفيا وليتوانيا ومالطا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا.