بدأت الممثلة اللبنانية كارمن لبس مشوارها الفني في المسرح، وبالتحديد في مسرح زياد الرحباني. ومن المسرح انتقلت الى السينما والتلفزيون. وطوال مسيرتها المهنية "لم يكن لأحد فضل عليها" اذ "صعدت السلم درجة درجة" بمعنى انه لم يكن وراء نجاحها مخرج بارز او ممثل لامع، لا بل على العكس "بالجهد الفردي وحبها للتمثيل" استطاعت كارمن ان تثبت نفسها ممثلة. وشيئاً فشيئاً تتالت العروض فقامت بتجسيد شخصيات متنوعة وأظهرت مقدرة عالية في الأداء والتمثيل. ومع هذا لم تُسند اليها ادوار البطولة في المسلسلات الا في السنوات الاخيرة. ويعزو البعض السبب الى كونها ارتبطت بأدوار المرأة الشريرة القاسية التي يُفضل عدم اسناد الدور الرئىس اليها، اضافة الى شكلها وطولها تحديداً الذي طبعها بطابع معين وجعلها غير قادرة على أداء بعض الادوار. ثلاث محطات رئيسة شكلت النقلة النوعية في مسيرتها اهمها فيلم "بيروت الغربية" الذي اظهرت فيه مقدرة تمثيلية عالية، اما المحطة الثانية ففي مسلسل "اسمها لا" الذي لعبت فيه للمرة الاولى دور البطولة الى جانب كارول سماحة، على رغم ان هذا المسلسل لم يعطَ حقه نظراً لتوقفه مع توقف تلفزيون لبنان عن العمل في الفترة الماضية، إضافة الى مسرحية "ثلاث نسوان طوال" لنضال الاشقر. ومع هذا لا يمكن ان ننسى مسلسل "نساء في العاصفة" للكاتب شكري انيس فاخوري من بطولة رولا حمادة وفادي ابراهيم، الذي على رغم ان دورها فيه لم يكن كبيراً اطلقها جماهيرياً وعرف المشاهدين بها. اما آخر اعمالها فمسلسل "دخان ومطر" الذي يعرض على شاشة "المستقبل"، وتقوم فيه بلعب دور البطولة الى جانب سمير شمص ومجموعة كبيرة من الممثلين، وهو من اخراج وعد علامة وتأليف موسى مرعب. مشوار كارمن لبّس الفني لم يكن خالياً من المشقات وها هي تعترف اليوم بأن المسرح لم يعد يغريها كما فعل في بداية مشوارها، فهي تفضل السينما والتلفزيون نظراً الى كونهما لا يجران التعب الكبير الذي ينتج من العمل المسرحي، "فالانسان كلما تقدم في السن يصبح في بحث دائم عن الاسهل"، وهي على رغم سنواتها الطويلة في التمثيل لم تجسد بعد الدور الذي تطمح اليه.