انتقدت رابطة حقوق الإنسان بشدة أمس الضغوط التي قالت إن السلطات تمارسها على المحجبات، وذكرت ان سيدات وفتيات دعين إلى مراكز الشرطة ونُزعت عنهن أحجبتهن بالقوة وأجبرن على التوقيع على تعهدات بالامتناع من ارتداء الحجاب مجدداً. ولوحظت في السنة الجارية موجة تدين واسعة عزاها علماء اجتماع إلى دور البرامج الدينية التي تبثها الفضائيات العربية والتي يتابعها أفراد الأسر التونسية ويعملون بها. وحملت الرابطة على موقف السلطات من ظاهرة التدين الذي وصفته بكونه "أمنياً وإدارياً"، وانتقدت تعميماً حكومياً صدر في الثمانينات وحظر ارتداء الحجاب بوصفه "زياً طائفياً"، وطالبت التراجع عنه وإلغاءه، معتبرة أنه "نيل من الحريات الفردية". وغاب ارتداء الحجاب والألبسة التقليدية التونسية في النصف الأول من التسعينات بعد حملة واسعة على حركة "النهضة" الإسلامية المحظورة. لكن الرابطة أكدت أن الحملة على التدين طاولت كذلك المدارس والجامعات التي قالت إن المحجبات تعرضن فيها لمضايقات. وأوضحت أنها تلقت شكاوى من مواطنين ومواطنات تعرضوا ل"تجاوزات" بينها "تجريد سيدات من غطاء الرأس عنوة في بعض مراكز الأمن في العاصمة". وأشارت إلى معلومات تلقتها تتعلق بطرد عاملات من مؤسساتهن بسبب ارتداء الحجاب، وشددت على "حق المواطنات ارتداء اللباس الذي يخترنه".