أكد العراق رغبته في التعاون مع روسيا على رغم الخلاف الأخير في شأن عقد نفطي، لكن شركة "لوك اويل" النفطية اعتبرت ان تأييد موسكو قرار مجلس الامن الرقم 1441 هو الذي دفع بغداد الى الغاء صفقة لتطوير حقل نفطي عملاق. بغداد، موسكو - أ ف ب، رويترز - أكد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان رغبة بلاده في التعاون مع روسيا وذلك على رغم الخلاف الأخير على عقد نفطي. وجاء ذلك خلال لقاء هو الاول منذ الاعلان عن الغاء عقد بين العراق وشركة "لوك اويل"، كبرى شركات النفط الروسية، عقده رمضان السبت مع السفير الروسي في بغداد الكسندر تترنكو. وأشارت الصحف العراقية امس الى ان اللقاء تناول "العلاقات الثنائية في شتى المجالات وسبل تطويرها وتعزيزها" وان المسؤولين أكدا "أهمية التشاور والتنسيق ازاء القضايا ذات الصلة المشتركة وبما يخدم مصالح البلدين الصديقين". وكان السفير العراقي في روسيا عباس خلف صرح لوكالة ""ايتار تاس" ان العراق الغى عقداً لاستغلال احد اكبر حقوله النفطية في القرنة الغربي-2 جنوب كان قد وقع في 1997 لأن شركة "لوك اويل" لم تعمل فيه منذ ذلك الحين. وصرح مصدر حكومي روسي الجمعة ان قرار بغداد الغاء عقود نفطية ضخمة مع شركة "لوك اويل" الروسية يزيل أحد الاسباب المهمة التي تدفع روسيا الى معارضة شن الولاياتالمتحدة حرباً محتملة ضد العراق. وأعلن السفير العراقي في موسكو عباس خلف أمس ان بلاده لا تتوقع ان توقف روسيا دعمها لها بعدما قامت بغداد بفسخ العقد النفطي الضخم. وقال خلال مؤتمر صحافي: "إننا مقتنعون في العمق" بأن روسيا لن تتوقف عن دعم العراق، ساعياً إلى التخفيف من أهمية النزاع مع شركة "لوكويل"، ونسبه إلى أسباب اقتصادية بحتة. ورأى الديبلوماسي أنه ينبغي الفصل بين مختلف الأمور. وقال إن "روسيا بلد كبير، وهي عضو دائم في مجلس الأمن ولها مصالح كبرى في المنطقة، في إيران وفي الشرق الأوسط، ولن تبدل موقفها بسبب بضعة براميل نفط". وأوضح ان "التوجه الاستراتيجي العراقي هو التالي: ان نفطنا وغازنا كانا ولا يزالان وسيبقيان بين أيدي شركائنا الاستراتيجيين الروس. نحن نعتمد على الشركات الروسية من اجل استغلال حقولنا النفطية". وتوجه إلى العاصمة الروسية أمس وفد من المجلس الوطني العراقي برئاسة رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية سالم الكبيسي في زيارة تستغرق أياماً عدة. وبثت وكالة الانباء العراقية الرسمية ان الوفد سيجري "محادثات برلمانية تتناول السبل الكفيلة بتطوير العلاقات الثنائية من خلال تبادل الزيارات والخبرات التشريعية والتنسيق في المحافل والمؤتمرات الدولية بما يوطد أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين". وتأتي زيارة الوفد البرلماني العراقي بدعوة من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الفيديرالي الروسي. وفي موسكو قالت شركة "لوك اويل" امس ان تأييد موسكو قرار الاممالمتحدة الذي صدر الشهر الماضي في شأن نزع اسلحة العراق دفع بغداد الى الغاء صفقة لتطوير حقل غرب القرنة النفطي. وقال فاجيت الكبيروف رئيس الشركة في مقابلة مع وكالة "رويترز" انه لا يرى اي ضغط اميركي وراء قرار العراق بالغاء الاتفاق. واشار الى ان عقوداً عراقية اخرى مع شركات روسية وصينية ربما يأتي عليها الدور بعد ذلك. واضاف: "لم تكن هناك اسباب اقتصادية لأن الوضع في ما يتعلق بغرب القرنة هو ببساطة نفس ما كان عليه قبل عامين او ثلاثة اعوام". وزاد: "اعتقد ان ما حدث يتصل اكثر برد الفعل على الموقف الروسي في شأن مفتشي الاممالمتحدة". وأعربت روسيا رسمياً أمس عن أسفها للقرار العراقي فسخ العقد النفطي، مبدية أملها في بيان صادر عن وزارة الخارجية بأن يلقى هذا الخلاف تسوية بالتفاوض. وجاء في البيان: "لا يمكن تفسير هذه البادرة سوى بأنها تتعارض مع العلاقات الودية الروسية - العراقية ولمدى التعاون الثنائي في قطاعات مختلفة". وأضافت الوزارة ان القرار الذي اتخذته بغداد الخميس يثير "حيرة" موسكو لأنه صدر "في وقت تحاول روسيا حلحلة وضع متوتر حول العراق، وتسعى مع دول اخرى الى تسوية المسألة العراقية بالطرق السلمية والسياسية". وأشارت إلى انه "لا يمكن لأي شركة روسية مخالفة نظام العقوبات" المفروض على بغداد، مبررة تأخر المجموعة عن مباشرة أعمال استغلال الحقل.