بيروت - "الحياة" - وصف الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن الوضع في منطقة الشرق الأوسط ب"الصعب"، داعياً كل الفرقاء الى "ضبط النفس الى أقصى حد". وشدّد على ان "الخط الأزرق" الذي رسمه مجلس الأمن بعد الانسحاب الاسرائىلي قبل عامين "لا يزال موضع تنفيذ". كلام المسؤول الدولي جاء بعد لقائه في بيروت رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود في حضور الممثل الشخصي للأمين العام لجنوبلبنان ستافان دي ميستورا، وبحث معهم في الروزنامة الديبلوماسية للأسبوع المقبل اذ سيعرض الوضع في الشرق الأوسط على مجلس الأمن الإثنين المقبل، الذي سيشهد أيضاً اجتماعاً في واشنطن لمندوبي اللجنة الرباعية. وستتركز اجتماعات واشنطن على مسائل تتعلق بالسلام في الشرق الأوسط وب"خريطة الطريق" الأميركية، بحسب ما أوضح لارسن. وقال ان موفدي اللجنة الرباعية "يقومون حالياً بصوغ اللمسات الأخيرة لخريطة الطريق". ومن المهم بالنسبة الينا أن يكون أي بحث في حل النزاع الإسرائيلي - العربي مبنياً على نظرة شاملة وعلى قراري مجلس الأمن 242 و338". وأوضح انه تطرق في محادثاته مع لحود الى "ضرورة ضبط النفس الى أقصى حد من جانب كل الفرقاء المعنيين، وأظن ان لحود والحكومة اللبنانية يعملان مع الأممالمتحدة في شكل وثيق لتأمين هذه الغاية". وسئل عمّا اذا كان يحمل رسالة من وزير الدفاع الاسرائيلي الى لبنان فنفى ذلك وأكد ان الأممالمتحدة "لا تقوم بنقل رسائل معينة". ورفض التعليق على اغتيال رمزي نهرا الاسبوع الماضي في جنوبلبنان، الذي قيل انه يتعاون مع "حزب الله". وأبلغ لحود لارسن موقف لبنان الثابت بضرورة "احترام قرارات الأممالمتحدة وتطبيقها". واعتبر ان "اصرار اسرائيل على تجاهل دور الأممالمتحدة وتجاوزها وعدم التعاون معها يؤكد مرة جديدة النيات الاسرائيلية العدوانية واستغلالها أحداث 11 أيلول سبتمبر لمحاولة فرض واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط ينسجم مع أطماعها وسياساتها العدوانية". وشدد على "التزام لبنان مضمون التقرير الذي رفعه الى الأممالمتحدة في شأن المياه"، مشيراً الى ان ما "يضخ من الوزاني حالياً أقل بكثير من حصة لبنان". وأشار الى ان لبنان أفسح المجال لموفدين دوليين وأوروبيين وأميركيين وروس للاطلاع على حقيقة الوضع في الوزاني لدحض المزاعم الاسرائىلية الهادفة الى منع لبنان من ري اراضيه وتوفير مياه الشفة للأهالي. وقال لارسن رداً على سؤال عن موضوع الوزاني "إن لبنان يملك مقاربة لهذه المسائل مبنية على تقديم الأممالمتحدة وساطتها الحسنة في تصرف الطرفين. وهذا ما زال موقف الحكومة اللبنانية وقد أكدنا مرة جديدة استعدادنا التام لوضع وساطتنا الحسنة في تصرف الطرفين في حال تجمعت الظروف لبدء محادثات بواسطة طرف ثالث وسيط". وتطرق لارسن الى مؤتمر باريس - 2، معتبراً أن "من شأنه أن يمثل نقطة تحول للاقتصاد اللبناني، وهو مهم جداً ليس فقط لازدهار شعب لبنان ورخائه وإنما أيضا لاستقرار المنطقة". وفد الكونغرس الأميركي وكان لحود حمّل خلال لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي، "اسرائيل مسؤولية احباط كل الجهود والمبادرات التي تقوم بها الأممالمتحدة واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي من أجل انهاء النزاع العربي - الاسرائىلي". وقال: "ان الجميع بات مقتنعاً بأن رئىس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون ماضٍ في خطته من دون رادع وبالتالي فإن من مسؤولية المجتمع الدولي وضع حد للسياسة العدوانية التي تهدد السلام والاستقرار في العالم". وأكد ان "لبنان قاوم الارهاب وهو ضد التطرف، وعلى دول العالم المؤمنة بالسلام والعدالة ان توفر له كل الدعم ليبقى نموذجاً للاعتدال والعيش المشترك". وأعرب لحود عن أمله بأن "تفسح الولاياتالمتحدة المجال أمام مفتشي الأممالمتحدة ليقوموا بمهمتهم في بغداد بعدالة وواقعية وموضوعية". وسأل "أي مصلحة لها في ان تتجاوز قرارات المجتمع الدولي وتطبق ما تراه هي وحدها من اجراءات وتدابير؟". محذراً من "استغلال اسرائىل للوضع القائم حول العراق من أجل العدوان على الدول العربية". وكذلك التقى الوفد الرئيس الحريري. الى ذلك، ينقل وزير السياحة كرم كرم رسالتين الى الرئيس الأميركي جورج بوش من لحود والحريري. وأوضح بعد لقائه الحريري انه يزور واشنطن للقاء كبار المسؤولين والبحث معهم في ترشحه ممثلاً لبنان لمنصب مدير منظمة الصحة العالمية. وأشار الى انه سيقوم بجولة اوروبية لهذه الغاية.