سيدني - رويترز - لم يكن من المتوقع ان تكون مهمة تصحيح مسار شركة "طيران الخليج" الخاسرة سريعة بعدما تحطمت احدى طائراتها وهزتها الاضطرابات التي شهدتها صناعة الطيران العالمية. وبدعم مالي كبير من مالكيها تسارعت وتيرة العمل على تنفيذ خطة تصحيح المسار بعدما تولى الاسترالي جيمس هوغان قيادة الشركة في أيار مايو الماضي، ليصبح أول رئيس تنفيذي غير عربي لشركة "طيران الخليج" في تاريخها الذي يرجع الى 50 عاماً. وسيجتمع مجلس ادارة الشركة، التي تملكها حكومات مملكة البحرين وسلطنة عمان وامارة أبوظبي، الاسبوع المقبل لاعتماد خطة رئيسية تنفذ على ثلاث سنوات تهدف الى ضمان تحقيق النمو والربحية في نهاية الامر. لكن المخاطر ما زالت تكتنف مستقبل الشركة التي تتخذ من البحرين مقراً لها. وقال هوغان في مقابلة: "اذا استطعنا ادارة هذه الشركة تجارياً ففي غضون ثلاث سنوات يمكننا اعادتها الى نقطة التعادل بين الايرادات والمصاريف. وفي أي خطة توجد على الدوام مخاطر وفرص". وأضاف: "نحن في جزء من العالم مليء بالغموض في الوقت الحالي سواء في العراق أو فلسطين أو اسرائيل. ومع ذلك فنحن نرى فرصة هائلة في تحقيق تقدم لهذا الجزء من العالم". ويمكن وضع خطط طارئة في حال مهاجمة الولاياتالمتحدة للعراق، لكن التراجع الذي شهدته ايرادات "طيران الخليج" خفت حدته وبدأت اعداد الركاب في الارتفاع ومن المتوقع ان تحقق أهداف الشركة للسنة الحالية. وقال هوغان، الذي يتنقل بين بريطانياوالبحرين كل اسبوعين، ان التوقعات تشير الى ان "الاداء في الربع الاول من السنة المقبلة قوي جداً... ولدينا خطة جريئة للسنة المقبلة. فسنحقق المستهدف من حيث توقعات اعداد الركاب في الربع الاول"، موضحاً انه يشير الى زيادة تراوح بين 18 و20 في المئة عن اعداد الركاب في العام الماضي. وأضاف ان معدلات الإشغال على خطوط باريس وفرانكفورت ارتفعت الى نحو 75 في المئة من 55 في المئة بعد اضافة خدمات يومية. لكن شركة "طيران الخليج" التي ترزح تحت ديون ثقيلة وتواجه منافسة شديدة من شركة "طيران الامارات" لم تستبعد الاستغناء عن مزيد من العاملين بعدما استغنت عن 240 موظفاً في أحدث جولة من جولات خفض العمالة. وقال هوغان ان ذلك يتوقف على مدى تطورات الوضع في المنطقة وأثر ذلك في الشركة "لكن نيتنا لا تتجه الى خفض عدد العاملين". وستبدأ محادثات جادة في كانون الثاني يناير المقبل مع شركتي "بوينغ" و"ايرباص" لصناعة الطائرات من أجل تنفيذ برنامج لتطوير اسطول الشركة على مدى عشر سنوات. وتعتزم الشركة السنة المقبلة استئجار عدد من طائرات "ايرباص" من طرازي "320" و"330" لدعم شبكة خطوطها واستهداف الولاياتالمتحدة واستراليا كوجهات جديدة لرحلات طويلة من منطقة الشرق الاوسط. وأفاد هوغان انه سيتم بعد اجتماع مجلس الادارة البحث في مسألة ما اذا كانت الدفعة الاخيرة التي تلقتها الشركة نقداً من مالكيها وقدرها 82 مليون دولار ستكفي لانتشالها من متاعبها الحالية. كما وافق المالكون على تجميد ديون على الشركة تبلغ 146 مليون دولار من نهاية أيار الى اجتماع مجلس الادارة في كانون الاول.