تستكمل المصارف السعودية العشرة نهاية الاسبوع الجاري استعداداتها لاستقبال ملايين السعوديين الذين سيشتركون في ما سيُعرف باسم "اكتتاب العصر" الذي يستهدف الحصول على 90 مليون سهم، منها 60 مليون سهم للمواطنين، من اسهم شركة "الاتصالات السعودية" تصل قيمتها التقريبية الى نحو 4 بلايين دولار وسط توقعات متباينة في شأن الاقبال وتغطية الاكتتاب والتأثير سلباً في اسواق الاسهم والعقار والسيولة المصرفية. تعود المصارف السعودية بعد توقف دام نحو 15 عاماً لاستقبال المواطنين الراغبين في الاكتتاب باسهم شركة "الاتصالات السعودية" التي كان تخصيصها من اهم خطوات الاصلاح والتطوير الاقتصادي في البلاد. وتبدأ المصارف في السابع عشر من الشهر الجاري استقبال ملايين السعوديين حتى السادس من كانون الثاني يناير المقبل. وتبلغ كمية الاسهم المطروحة للاكتتاب العام 90 مليون سهم بقيمة تزيد على 4 بلايين دولار سيُخصص منها نحو 60 مليون سهم للمواطنين ونحو 30 مليون سهم لكل من مصلحة معاشات التقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. وحُددت قيمة السهم ب 170 ريالاً 45.3 دولار شاملة علاوة الاصدار. ويبلغ رأس مال الشركة المصرح به المصدر والقائم 15 بليون ريال 4 بلايين دولار تتوزع على 300 مليون سهم قيمة السهم الاسمية 50 ريالاً. وستؤدي عملية الاكتتاب الى تدوير 2.7 بليون دولار هي قيمة الاسهم المخصصة للمواطنين بين المصارف والقطاعات الاستثمارية وفي مقدمها الاسهم والعقارات حيث شهدت الاولى تراجعاً في الاسعار والتداول على مدى الاسابيع الخمسة الماضية نتيجة ارتفاع نسبة عمليات البيع للحصول على السيولة الكافية. كما تشهد اروقة المصارف طلباً متزايداً على القروض الشخصية والتسهيلات بينما تشهد شركات ومكاتب العقار عمليات بيع محدودة، وعرض كبير لحصص في مساهمات ومخططات عقارية كبيرة. ويتجه بعض المستثمرين لإسالة محافظ أسهمهم عن طريق البيع، وأخذت أسعار الاسهم المتداولة في التراجع، ما أدى الى خسارة المؤشر العام للسوق نقاطاً كثيرة جعلته يقترب من مستواه نهاية العام الماضي. وبلغ المؤشر العام للسوق قبل إجازة عطلة عيد الفطر مستوى 2435.29 نقطة مقابل 2446.92 نقطة الخميس الاسبق بخسارة مقدارها 11.63 نقطة 0.48 في المئة. وبهذه الخسارة الاخيرة تقلص ارتفاع المؤشر العام للسوق منذ مطلع السنة الى 5.18 نقطة 0.21 في المئة. وكان مجلس الوزراء السعودي اعلن في ايلول سبتمبر الماضي تفاصيل موافقته على اجراء اكبر عملية اكتتاب في الاسهم ووافق على رفع رأس مال الشركة من 12 الى 15 بليون ريال عبر ترحيل جزء من الارباح المستبقاة الى رأس المال ومن ثم استكمال الاجراءات النظامية لذلك. وستتم عملية الاكتتاب - بيع الأسهم وفقاً لضوابط اهمها ان لا يقل عدد الأسهم المعروضة للبيع لكل شخص عن عشرة أسهم أو مضاعفات هذا العدد، وفي حال زيادة عدد الأسهم المطلوبة على عدد الأسهم المعروضة للبيع توزع الأسهم بنسبة ما طلبه كل متقدم وبحد أدنى عشرة أسهم لكل طرف، وتلتزم المصارف بوضع حد لنسبة التسهيلات الائتمانية التي تقدمها للراغبين في الشراء بحيث لا تتجاوز 50 في المئة من قيمة الأسهم المطلوبة. وسيلي هذه الخطوة فتح قطاع الاتصالات للمنافسة من قبل شركات اخرى والبدء في التحرير الجزئي للهاتف النقال في الربع الأخير من سنة 2004 والهاتف الثابت سنة 2008. وتقرر بدء التداول في اسهم "الاتصالات السعودية" في سوق الاسهم في الثاني من شباط فبراير المقبل اي بعد نحو 54 يوماً من ادراج السهم في قطاع الخدمات. وسيتم وفقاً لمصادر مصرفية افتتاح حسابات مباشرة في نظام تداول الاسهم المعروف باسم "تداول" للمكتتبين كافة قبل موعد التداول بنحو اسبوعين، وسيتم ايداع الاسهم المخصصة للمكتتبين في هذه الحسابات باسم المكتتب الرئيسي فقط. وسيكون في امكان السعوديين المقيمين في الخارج الاكتتاب في اسهم الشركة من خلال وكالات شرعية او وكالات مصدقة من السفارات السعودية في البلدان الموجودين فيها.