أعربت موسكو عن ارتياحها لتطوّر مستوى العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وأبدت رغبتها في رفع درجة تمثيلها لدى الحلف، في وقت استبعدت احتمال القيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد الإرهابيين. وجاء ذلك خلال زيارة الأمين العام للحلف جورج روبرتسون للعاصمة الروسية، وذلك. للمرّة الأولى منذ قرار توسيع الأطلسي الذي اتّخذ الشهر الماضي في براغ. وكانت موسكو عارضت في شدّة خطط الحلف للتوسع، لكنها خففت لهجتها تدريجاً بعد ذلك وشكّل هذا التوسّع وانضمام جمهوريات سوفياتية سابقة الى الحلف، المحور الأساسي لمحادثات روبرتسون الذي حرص على طمأنة المسؤولين الروس الى ان توسيع الحلف يهدف الى مواجهة "المخاطر الجديدة في العالم وأهمها الإرهاب الدولي". وأضاف ان الحلف ينظر الى روسيا باعتبارها "الشريك الأول له في محاربة الإرهاب". وقال: "إن التعاون الوثيق بين الجانبين من شأنه ان يضمن "الأمن والاستقرار الأوروبي - الأطلسي". من جهته، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقباله روبرتسون على أهمية ان يخدم توسيع الحلف تعزيز الثقة بين الجانبين. وتحدث عن رغبة بلاده في رفع مستوى تمثيلها لدى الحلف. وكان روبرتسون أجرى لقاء مطولاً مع وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف، استعرض الطرفان خلاله ما تحقق بعد مرور ستة أشهر على اعتماد صيغة "روسيا - الأطلسي"، كما شارك الطرفان في ندوة نظّمتها وزارة الدفاع الروسية تحت عنوان: "دور القوات المسلّحة في مكافحة الإرهاب". وحذّر روبرتسون خلال الندوة من احتمال امتلاك الإرهابيين أسلحة دمار شامل. وأشار الى "إصلاحات" واسعة ستشهدها قوات حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك تقليصات كبيرة من أجل ان تتوافق مع المهمات التي قد تكلّف بها في مواجهة المنظمات الإرهابية. ودعا روبرتسون موسكو الى القيام بإصلاحات جذرية في المؤسسة العسكرية. وقال ان التأخير في القيام بإصلاحات سيكون "ثمنه أفدح". الى ذلك، قال ايفانوف ان الإرهاب الدولي الذي يضم "منظمات دينية ومتطرفة تمتد من البلقان الى الفيليبين مروراً بالقوقاز وآسيا الوسطى"، باتت إمكاناته تتجاوز كثيراً القدرة على توجيه ضربات محددة. وحذّر من قدرة الإرهابيين على "شن حرب واسعة في مناطق مختلفة من العالم". لكن ايفانوف استبعد احتمال اشتراك روسيا والأطلسي في عمليات عسكرية مشتركة لتعقب الارهابيين.