أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي لورد روبرتسون أن وزراء دفاع الحلف وافقوا على وجوب تطوير القدرات الخاصة لقوات الحلف للاستجابة للازمات. وفي سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الحلف خصص اللقاء في ولاية كلورادو الامريكية لاختبار قدرة الناتو على إحداث استقرار في دولة عضو والتعامل مع تهديد يتضمن استخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية. وقال روبرتسون أن سيناريو عام 2007 أوضح أن منظمة اتفاقية شمال الاطلسي مازالت تواجه تحديا في تحديث وتحويل قواتها التكنولوجية وأنها يجب أن تكون أكثر سرعة في التعامل مع التهديدات، وقال أيضا أن هيكل القيادة والاتصالات مع عاصمة الحلف بروكسل يجب تحديثها. وانتقد روبرتسون الناتو الذي لديه أغلبية كبيرة من قواته مخصصة للدفاعات الارضية في الوقت الذي لا يوجد فيه عدو على الارض ، بقوله: بقدر ما لدينا الكثير من الجنود الذين لا يستفاد منهم بقدر ما يشعر دافعوا الضرائب بالغضب، إنها صفقة خاسرة بالنسبة لهم عندما يتوقعون توفر قوات يستفاد منها ومنتشرة وقادرة ومزودة بأسلحة للتعامل مع كل أزمة يستدعون من أجل التعامل معها. وبدون حساب القوات الامريكية قال روبرتسون أن هناك 4.1 جندى تابع للناتو منهم 55 ألفا فقط منتشرون في مهام في البلقان وأفغانستان وأماكن أخرى ومع ذلك تشكو الدول في الحلف أن القوات منتشرة بصورة مبالغ فيها، مشيرا الى ان هذا الموقف غير مقبول، لاننا نحتاج قوات حقيقية يمكن نشرها وليست جيوشا على الورق. يشار الى ان واشنطن تقوم بالضغط على حلفائها في الناتو باستثمار المزيد من الاموال في قواتها المسلحة لجعلها متقدمة من الناحية التكنولوجية وقادرة على القتال. من جانبه قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد أن قوة الرد السريع التي أنشئت العام الماضي أحرزت تقدما هاما ولكن مازال المجال أمامها واسعا. واضاف: ان اللقاء أكد أهمية القرار المتخذ في العام الماضي كما أكد حاجة تلك القوة إلى امتلاك قدرات بصورة عاجلة وسريعة حتى يستطيع حلفنا الرد السريع والفعال على أي أزمات بسرعة، فهي تؤكد أيضا حاجة الناتو ليس فقط إلى تحويل قواتنا وقدراتنا ولكن إلى تحديث هياكل صنع القرار حتى يستطيع القادة العسكريون في الحلف إتخاذ التصرف الحاسم ضد التهديدات سريعة الحركة في القرن الحادى والعشرين. وفي سياق آخر واجه وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي روسيا بشأن تقرير رسمي صدر في موسكو وصف عقيدة الحلف الذي تهيمن عليه الولاياتالمتحدة بانها هجومية. ويسعى روبرتسون قبل الاجتماع مع سيرجي ايفانوف وزير الدفاع الروسي في كولورادو سبرينجز الى تأكيد القدر الكبير من الثقة بين خصوم الحرب الباردة السابقين، الا انه يرى ان تحسن العلاقات مع موسكو عنصرا مهما في اطار توجهات الحلف لاعادة هيكلة سياساته للتصدي للارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل وهي الاخطار التي جرى التركيز عليها يوم الثلاثاء بمناورات تدريبية غير مسبوقة. وقال دبلوماسيون ان الحلف لن يسعى مع ذلك الى بحث تفاصيل اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كبار قادته العسكريين الاسبوع الماضي. وكان تقرير لوزارة الدفاع الروسية بشأن المهام التي تواجه القوات المسلحة نشر في ذلك الحين تضمن اشارة الى قيمة التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة مع انتقادات حادة غير مسبوقة لحلف شمال الاطلسي واضاف التقرير: اذا بقى الحلف تحالفا عسكريا بعقيدته العسكرية الهجومية القائمة فانه يتعين على روسيا اعادة ترتيب وضعها العسكري واستراتيجيتها النووية . وكان روبرتسون قال في وقت لاحق ليس لدي شك في انه عندما يأتي الوزير سيرجي ايفانوف غدا فلابد انه سيود التوسع اكثر فيما يتعلق بالتفاصيل الغامضة الى حد ما للاجتماع الذي عقده الرئيس بوتين مع قادته في الاسبوع الماضي. ومن المقرر ان يجتمع دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي مع ايفانوف على انفراد في كولورادو سبرينجز لاجراء مباحثات قال مسؤولون انها ستركز على مساعدة الحلف لروسيا فيما يتعلق بالاصلاحات العسكرية.